ضربات جوية مكثفة وهجوم واسع.. الصومال يواصل تضييق الخناق على “داعش” في الشمال الشرقي
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/954250.jpeg.webp?resize=780%2C470&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 12/02/2025
كثّفت القوات الصومالية، مدعومة بضربات جوية أميركية وإماراتية، عملياتها ضد تنظيم “داعش” في محافظة بري شمال شرقي البلاد، في إطار حملة عسكرية موسعة تهدف إلى تقويض نفوذ التنظيم المتنامي في المنطقة. وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) تنفيذ غارة جوية دقيقة، بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية، أسفرت عن مقتل 14 عنصرًا من “داعش”، بينهم قيادي بارز مسؤول عن التجنيد والتمويل، مؤكدة عدم وقوع إصابات بين المدنيين.
يأتي هذا التصعيد العسكري في سياق استراتيجية أشمل تقودها ولاية بونتلاند، التي أعلنت في ديسمبر الماضي حملة واسعة النطاق ضد كلٍّ من “داعش” و”حركة الشباب” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”. وعلى مدى الأشهر الماضية، نجحت قوات بونتلاند في استهداف معاقل التنظيم، وقتل العشرات من المقاتلين الأجانب، والسيطرة على مواقع إستراتيجية، وإجبار قيادي بارز على الاستسلام، في مؤشر على تراجع قدرات التنظيم العملياتية.
لكن في المقابل، أظهر “داعش” مقاومة شرسة، حيث شنَّ هجومًا منسقًا ليلة الثلاثاء، استهدف قواعد عسكرية تابعة لبونتلاند عبر تفجيرات انتحارية باستخدام سيارات ودراجات نارية ملغومة. إلا أن القوات الحكومية تصدت للهجوم، مدعومة بضربات جوية إماراتية، مما أدى إلى مقتل 70 مسلحًا، وفقًا لما أكده المتحدث باسم الجيش في بونتلاند، محمد فاديجو. ورغم تحقيق هذا الانتصار، لم يحدد فاديجو حجم الخسائر التي تكبدتها قواته خلال الهجوم.
وتشير التقديرات الاستخباراتية إلى أن عدد مقاتلي “داعش” في الصومال يتراوح بين 700 و1500 عنصر، حيث استفاد التنظيم من تدفق المقاتلين الأجانب والأموال خلال السنوات الماضية، ما سمح له بتوسيع نفوذه، رغم أنه لا يزال أضعف من “حركة الشباب”، التي تسيطر على أجزاء واسعة من جنوب البلاد ووسطها.
ويواجه “داعش” في الصومال تحديات متزايدة، فبالإضافة إلى الضغط العسكري من قبل الحكومة الفيدرالية وبونتلاند، يجد التنظيم نفسه في مواجهة مباشرة مع “حركة الشباب”، التي تسعى للقضاء على نفوذه في المناطق التي تسيطر عليها، خشية أن يصبح منافسًا لها في المشهد الجهادي الصومالي. وفي ظل هذا الصراع المركب، يبدو أن التنظيم يواجه خطر التآكل التدريجي، مع تضييق الخناق عليه من جهات متعددة، سواء من الداخل عبر العمليات العسكرية، أو من الخارج عبر الضربات الجوية التي تستهدف قياداته ومصادر تمويله.
وبينما تسعى القوات الصومالية وشركاؤها الدوليون إلى القضاء على التنظيم، يظل التحدي الأكبر هو منع إعادة تشكله، خاصة في ظل هشاشة الوضع الأمني، وتداخل المصالح الإقليمية، وهو ما يجعل الصراع ضد “داعش” في الصومال معركة طويلة الأمد تتطلب استراتيجيات متعددة الجوانب تتجاوز الحلول العسكرية وحدها.