ضربات أميركية تمهد لاحتمال تدخل بري في اليمن وسط تحذيرات روسية وتشكيك أميركي في جدوى التصعيد العسكري

قسم الأخبار الدولية 09/04/2025
طرحت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تمهد الطريق لعملية برية في اليمن، بعد التصعيد العسكري المكثف ضد جماعة الحوثي. وتزامن هذا التساؤل مع تنفيذ واشنطن في السابع من أبريل الجاري غارات جوية استهدفت مواقع حوثية في محيط صنعاء ومناطق أخرى، في إطار حملة عسكرية بدأت منذ منتصف مارس بقرار من الرئيس دونالد ترمب.
وأشار التقرير، الذي أعده الكاتب الروسي إيغور سوبوتين، إلى أن هذه الغارات اتسمت بحدة غير مسبوقة مقارنة بالعمليات السابقة، إذ استخدمت فيها ذخائر دقيقة وعالية الكلفة، بلغ إجمالي إنفاق البنتاغون عليها نحو 200 مليون دولار، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. ولفتت الصحيفة إلى محدودية نتائج الغارات في تدمير ترسانة الحوثيين من الصواريخ والطائرات المسيّرة، مما أثار جدلاً في واشنطن بشأن فاعلية هذا التصعيد.
وفي تصريح لافت، قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد إن الغارات الأخيرة نجحت في استهداف قيادات عليا في جماعة الحوثي وتدمير منشآت لإنتاج الأسلحة المتطورة، وهو ما قد يمثل تمهيدًا لمرحلة جديدة من المواجهة.
من جانبها، نقلت شبكة CNN عن مصادر دبلوماسية شرق أوسطية أن إدارة ترمب تدرس إطلاق عملية برية من شرق اليمن وجنوبه، بدعم بحري سعودي، بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، الذي تتهم واشنطن الحوثيين باستخدامه لتأمين الدعم اللوجستي لحركات مسلحة في المنطقة، ومنها “حماس” في غزة. ومع ذلك، تستبعد CNN نشر قوات برية أميركية كبيرة، مرجحة الاكتفاء بعمليات محدودة تنفذها وحدات خاصة متمركزة هناك منذ سنوات.
وكانت حكومة الحوثيين قد اتهمت الولايات المتحدة منذ العام الماضي بالإعداد لغزو ميناء الحديدة، معتبرة أن الهدف الأميركي هو تقليص الدعم اليمني للفلسطينيين، كما صرح وزير الخارجية في حكومة صنعاء جمال عامر.
ويحذر التقرير الروسي من أن أي عملية ضد الحوثيين قد تشكل تهديدًا غير مباشر لإيران، الحليف الرئيسي للجماعة، ما يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية أوسع. ويرى التقرير أن إدارة ترمب تسعى إلى تحييد طهران عبر الضغط على وكلائها دون الانجرار إلى مواجهة شاملة أو السعي لتغيير النظام الإيراني، وهي سياسة اعتمدت عليها واشنطن في ملفات أخرى خلال الأعوام الماضية.
وتبقى شبكة الأنفاق المعقدة التي يستخدمها الحوثيون، والتي تعود لفترة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، إحدى أبرز العقبات أمام أي تدخل بري مباشر، لما توفره من حماية استراتيجية لقيادات الجماعة وبنيتها العسكرية.
في هذا السياق، يتصاعد الترقب بشأن الخطوة الأميركية التالية في اليمن، وسط انقسام داخلي في واشنطن بين مؤيدين للتصعيد العسكري ومعارضين يرون فيه انزلاقًا مكلفًا نحو مستنقع إقليمي جديد.