آسياأخبار العالم

شي: الصين تبني سياسات اقتصادية استباقية وستحقق هدف النمو

عكس خطاب الرئيس الصيني شي جينبينغ توجهاً واضحاً نحو ترسيخ إدارة اقتصادية استباقية تقوم على الجمع بين التحفيز قصير الأمد وبناء أسس نمو طويل الأجل، في لحظة دولية معقدة تتسم بتباطؤ الاقتصاد العالمي وتصاعد التوترات التجارية. وأكد شي أن بلوغ معدل نمو يناهز 5 في المائة في 2025 لم يكن نتيجة تعافٍ تلقائي، بل حصيلة تدخلات حكومية موجهة هدفت إلى احتواء آثار أزمة العقارات، وضعف الاستهلاك، وضغوط البيئة الخارجية، مع الحفاظ على استقرار اجتماعي وسياسي واسع.

وأظهرت المؤشرات التي استند إليها الخطاب أن بكين اختارت الانتقال من سياسة التحفيز الواسع غير الموجه إلى أدوات أكثر دقة، تركز على الاستثمار العام عالي المردودية، ودعم الطلب المحلي، وتعزيز سلاسل التوريد الوطنية. وجسّد إقرار مشروعات استثمارية بقيمة تناهز 42 مليار دولار لهذا التوجه، إذ وُجِّه جزء معتبر منها إلى البنية التحتية الاستراتيجية، والطاقة، والحماية البيئية، بما يخدم أهداف الأمن الاقتصادي والاستدامة في آن واحد.

وفي السياق نفسه، أبرز شي الرهان المتزايد على الابتكار التكنولوجي، ولا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، باعتبارها رافعة أساسية لتجاوز اختناقات المنافسة الجيوسياسية، وتقليص الاعتماد على الخارج. ويكشف ذلك عن تحول تدريجي من نموذج النمو القائم على الاستثمار الكثيف والطلب الخارجي، إلى نموذج أكثر توازناً يعتمد على الاستهلاك الداخلي والقيمة المضافة العالية.

ومع دخول 2026، توحي هذه المعطيات بأن الصين تستعد لمرحلة اقتصادية أكثر انضباطاً، تسعى فيها إلى تحقيق نمو «نوعي» مستقر، بدلاً من مطاردة معدلات مرتفعة محفوفة بالمخاطر، في محاولة للحفاظ على موقعها كركيزة رئيسية في الاقتصاد العالمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق