سقوط”الإخوان” أخلاقيا وقيميّا
القاهرة-مصر-09-8-2021
احترفت جماعة الإخوان الإرهابية احتراف صناعة الفتنة ، ولم تُدرك الشعوب العربية حقيقة التنظيم إلا بعدما تصدر المشهد السياسي فى بعض البلدان، وبدأ الرفض الشعبيى لهذا التنظيم يأخذ مساحة أكبر وأوسع، وباتت جماعة”الإخوان” في مواجهة مع النّاس والحياة والشعوب، وكان السقوط الحقيقي.
وأوضحت دراسة حديثة أعدها الباحث منير أديب، المتخصص فى الجماعات الإرهابية أن ثورة المصريين على تنظيم “الإخوان ” في مصر عام 2013 لم تكن مفاجئة، فإرهاصات الرفض الشعبى كانت واضحة، والأمر لم يكن متعلقًا بأداء التنظيم سياسيًا، فقد يكون الأداء السياسي جزءً من عملية السقوط، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن سقوط الحركة كان سقوطًا قيميًا يتعلق بالفكرة المؤسسة للتنظيم، وهو أصعب أنواع السقوط، فمعه لا يستطيع التنظيم أن يعود إلى الحياة من جديد.
ولفتت الدارسة إلى أن سقوط التنظيم في الدولتين ارتبط في المقام الأول بحكم الشعبين على أفكاره، ولذلك ما يحدث هو بمثابة انهيار للفكرة المؤسسة له..
لقد اكتشفت الشعوب العربية أن جماعة “الإخوان المسلمين” لا تمتلك أي مشروع، سواء أكان سياسيًا أو فكريًا أو اقتصاديا فلفظتها كما يلفظ جسم الإنسان أى عضو غريب يمكن زراعته بداخله.
وأكدت الدراسة أن جماعة “الإخوان” أصبحت مصنعا متنقلا للفوضى، لا يؤمنون بفكرة الوطن ولا بالآخر المختلف فكريًا أو دينيًا، كما أنهم لا يؤمنون بالمواطنة، فعلى قدر ما يرفعون من شعارات من عينة “لهم ما لنا وعليهم ما علينا” فى إشارة إلى حقوق المسيحيين فى مصر، على قدر ما يرفضون توليهم الحكم من منطلق فقهي، إذ أن خياراتهم الفقهية لا تتّسق مع شعاراتهم التي يرفعونها، والعكس صحيح.
وأضافت الدراسة أنه على غرار فكرة الشعارات،يرفع رئيس حركة “النهضة” التونسية راشد الغنوشي، شعارا ضد الإستبداد والدكتاتورية، وهو أول من مارسها، فلك أن تتخيل أنه يتولى رئاسة الحركة أكثر من ثلاثين عامًا، وأجهز على “الحركة” وما زال، بدعوى أنه الأكثر حكمة وحنكة فى إدارة التنظيم.
وأكدت الدراسة أن وجود الغنوشي على رأس السلطة التشريعية في تونس،يتنافى مع شعارات التنظيم التي يرفعها، من ضرورة إتاحة مساحة للشباب يتولون فيها المناصب السياسية، فهم وقود الحياة في أي دولة.. الشباب وقود ولكنه قد يتحول إلى حطام إذا ما اصطدم ذلك بسلوك التنظيم الذي يبحث عن مصالحه الخاصة ومصالح أمرائه وقادته.
وأوضحت الدراسة أن الكثير من المراقبين تحدثوا عن خطر تنظيم “الإخوان ” ويربطون بين هذا الخطر واستخدامهم العنف، غير أن الشعوب كانت أكثر ذكاءً ورصدًا لهم، فقد تجاوزت الجدل حول علاقة “الإخوان” بالعنف، حيث أدركت أن التنظيم تعدى مرحلة التهديد بالعنف إلى استخدامه فعلًا، ولذلك كان ردها سريعًا وحاسمًا من خلال لفظ التنظيم، وهو ما حدث فى مصر والسودان وتونس، وما زال العقد ينفرط.
واختتمت الدراسة أن سقوط “الإخوان ” في تونس، وسقوط التنظيم لم يختلف كثيرًا عن سقوطه في مصر، والسقوط لم يكن سياسيًا فحسب ولكنه كان أخلاقيًا وقيميًا، وهو ما يدفعنا إلى القول إن السقوط أشبه بأفول الفكرة وانهيارها، وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه بأن ما حدث في مصر والسودان وتونس، حتمًا سوف يتكرر في بقية دول المغرب العربى وبقية العواصم التي وُجد فيها التنظيم، مهما كان قويًا، فالعبرة ليست بالقوة السياسية ولكن بقوة الفكرة التي انهارت تحت سقف الشعوب التي ما عادت تتسامح مع من يكذب عليها..”الإخوان” لم يكونوا مختلفين عن بقية التنظيمات المتطرفة، فقد يكونون أخطرها، وهو ما أدركته الشعوب فلفظتهم.