سفير السعودية بتونس:وقف إطلاق النار في اليمن مبادرة إنسانية من المملكة
تونس-تونس-11-4-2020
علّق سفير المملكة العربية السعودية بتونس، محمد بن محمود العلي، على مبادرة التحالف العربي التي أطلقها منذ يومين بخصوص إيقاف إطلاق إطلاق النار في اليمن لأول مرة منذ خمس سنوات، قائلا: إن هذا الإجراء جاء بناءً على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لتجنب المخاطر الجسيمة لانتشار فيروس كورونا في هذا البلد الذي أنهكته الصراعات الداخلية والحرب.
وذكّر السفير، بسعي الرياض إلى إنهاء الصراع الدائر في اليمن من خلال حل سياسي مستدام ،مشيرا إلى مشاركة المملكة في كل المحادثات والمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة للتوصل الى حل بتسوية سياسية.
وشدّد السفير السعودي على أن التحالف العربي بقيادة المملكة لا يقوم بدور عسكري فقط بل يساهم في مشاريع إعادة الإعمار والبناء، إضافة الى الدعم الإغاثي الذي تقدمه المملكة لجميع المنظمات الإنسانية في اليمن، برغم العدوان المتكرر والتصعيد من قبل ميليشيات الحوثي التي تدعمها وتمولها إيران.
وأوضح أنه بالإضافة الى ذلك ساهمت المملكة بـ500 مليون دولار في خطة الأمم المتحدة للإستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام الحالي،منها 25 مليون دولار للمساعدة في مكافحة انتشار جائحة كورونا المستجد .
وأكد السفير أن المملكة ستعمل مع الحكومة الشرعية على تسهيل تسريع إجراءات توريد المواد الغذائية والأدوية ومواد الطاقة الحيوية عبر ميناء الحديدة لضمان وصول هذه الإمدادات إلى وجهتها المقصودة لمساعدة الشعب اليمني في هذه الظروف الصعبة.
يشار إلى أن قرار القوات المشتركة بوقف شامل لإطلاق النار،لاقى ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً، فقد رحب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بهذا القرار.
وأوضح بيان نشره مكتب غريفيث أن إعلان وقف إطلاق النار يأتي لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وبناءً على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لتجنب المخاطر الجسيمة للإنتشار المحتمل لوباء “كوفيد19” في اليمن.
وقال غريفيث: “أنا ممتن للمملكة العربية السعودية والتحالف لتمييزهم حساسية المرحلة التي يمر بها اليمن، وتجاوبهم مع الطبيعة الحرجة لهذه المرحلة، ويجب على الأطراف أن تستغل هذه الفرصة وتتوقف فوراً عن كل الأعمال العدائية بشكل عاجل وتمضي قدماً نحو تحقيق سلام شامل ومستدام”.
من جانبه،رحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين،بما صدر عن إعلان قيادة القوات المشتركة للتحالف من إعلان لوقف إطلاق النار في عموم اليمن لمدة أسبوعين قابلة للتمديد.
وأشار العثيمين-حسب ما جاء على الموقع الرسمي للمنظمة- إلى أن إعلان قيادة القوات المشتركة للتحالف وقف إطلاق النار يمثل مبادرة إنسانية حميدة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها اليمن لمواجهة تحديات انتشار جائحة كورونا المستجد،مثمنا في الوقت ذاته إعلان التحالف عن الجدية والرغبة في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح الجهود السياسية وللتخفيف من معاناة الشعب اليمني.
وجدد الأمين العام وقوف منظمة التعاون الإسلامي إلى جانب الشعب اليمني ودعمها الحل السياسي الشامل والعادل الذي يتفق عليه اليمنيون.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف،العقيد الركن تركي المالكي، قال إن قيادة القوات المشتركة للتحالف قررت وقف إطلاق نار شامل لمدة أسبوعين اعتباراً من الخميس 9 أبريل.
وأشار المالكى إلى أن المهلة قابلة للتمديد بهدف تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن إلى عقد اجتماع بين الحكومة والحوثيين، وفريق عسكري من التحالف تحت إشراف المبعوث الأممي لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن ، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والإقتصادية واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للوصول إلى مشاورات بين الأشقاء اليمنيين للتوصل إلى حل سياسي شامل.
وفي خضم هذا التطور الإيجابي،بعث زعيم حزب الأمة القومي في السودان،الصادق المهدي، رسالة إلى العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان،وصف فيها هذه الخطوة” بالمباركة إسلامياً والمحمودة إنسانيا”، مناشدا العاهل السعودي وولي العهد “مواصلة هذا العطاء بتبني صلح وتعايش بين أهل السنة والشيعة”.
وأضاف المهدي أن “أهل القبلة إخوة وإن اختلفت المذاهب، لذلك نرجو أن يبادر خادم الحرمين وولي عهده بعمل حاسم لإسكات البنادق والمدافع في أوساط الأمة العربية خاصة، والأمة الإسلامية عامة”.