آسياأخبار العالمأمريكا

سباق التهديدات النووية بين ترمب وبوتين يفتح الباب أمام مرحلة دولية مضطربة تنذر بعودة مناخ الحرب الباردة

أعادت التهديدات النووية المتبادلة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين أجواء الحرب الباردة إلى الواجهة، بعد أن اتخذ كل منهما سلسلة خطوات وتصريحات أثارت قلقاً واسعاً بشأن مستقبل الأمن العالمي.

فقد أعلن ترمب استئناف تجارب الأسلحة النووية الأميركية، في خطوة فُسرت على أنها رد مباشر على تصريحات بوتين الأخيرة حول اختبار أسلحة نووية «لا تُقهر»، أبرزها طوربيد «بوسيدون» الذي يعمل بالطاقة النووية ويُعتقد أن مداه يتجاوز 9600 كيلومتر. وتزامن هذا التصعيد مع اقتراب انتهاء معاهدة «ستارت الجديدة» عام 2026، وهي الاتفاقية الأخيرة التي ما زالت تحد من الترسانتين النوويتين الأكبر في العالم.

واعتبر محللون في شبكة «سي إن إن» أن هذا التبادل في الاستعراض النووي بين موسكو وواشنطن يعكس تحوّلاً خطيراً في طبيعة الردع النووي، حيث أصبح وسيلة ضغط سياسية أكثر من كونه توازن رعب تقليدياً. فبوتين، الذي يتفاخر علناً بأسلحة دمار شامل جديدة، يسعى إلى ترسيخ موقع بلاده كقوة لا يمكن تجاوزها في أوكرانيا، بينما يستخدم ترمب ورقة النووي لإظهار الحزم في مواجهة «التهديد الروسي» مع اقتراب حملته الانتخابية.

وترى تقارير غربية أن هذه الخطابات العدائية قد تدفع نحو سباق تسلح جديد، خاصة في ظل انعدام الثقة المتبادل وغياب قنوات الحوار الاستراتيجي التي وُجدت خلال الحرب الباردة. ويخشى خبراء أن يؤدي استمرار هذا التصعيد إلى تآكل منظومة الحد من التسلح بالكامل، ما قد يفتح مرحلة غير مسبوقة من الفوضى النووية، حيث تتحول التجارب والاستعراضات العسكرية إلى أدوات تفاوض سياسية محفوفة بالمخاطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق