زيلينسكي يواجه انتقادات مع التقدم الروسي… وفشل عسكري دفاعي كامل… وإقالة قائد القوات الجوية الأكرانية
قسم البحوث والدراسات الأمنية والعسكرية 31-08-2024
صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تؤكد أنّ تقدّم القوات الروسية شرقي أوكرانيا أشعل انتقادات حادة للرئيس الأوكراني زيلينسكي، على خلفية نقله نخبة القوات إلى خطوط القتال في إقليم كورسك الروسي وإهماله تعزيز الخطوط الدفاعية في جبهة دونتسك.
أشارت الصحيفة البريطانية “فايننشال تايمز” في تقريرٍ لها، إلى أنّ زيلينسكي، يواجه سيلاً من الانتقادات من جانب جنود وأعضاء في البرلمان، ومحللين عسكريين، بسبب التقدّم السريع للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، بعد عملية القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي.
وقالت الصحيفة إنّ كثيراً من الأوكرانيين احتفلوا بتوغّل قواتهم في إقليم كورسك الروسي في الـ8 من أغسطس الجاري، أملاً في أن “تجبر هذه العملية روسيا على نقل قواتها إلى الجبهة الجديدة”، مما قد يؤدي إلى تغيير مسار الحرب لصالح أوكرانيا، لكن اختراق الخطوط الأمامية في إقليم دونتسك بشرق أوكرانيا، في نقاط ذات أهمية استراتيجية بالغة، أشعل انتقادات حادة للقيادة في كييف.
ويرى المنتقدون أن إعادة نشر الآلاف من أفضل قوات أوكرانيا في إقليم كورسك الروسي أدى إلى إضعاف جبهة دونتسك.
وتقترب القوات الروسية من مدينة بوكروفسك، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في إقليم دونتسك، وقد سيطرت على مجموعة من المدن المحيطة بها هذا الأسبوع، بعد أن اضطرت الوحدات الأوكرانية التي تعاني من نقص في أعداد المقاتلين، إلى التراجع من مواقعها.
ومدينة بوكروفسك هي إحدى مدينتين في إقليم دونتسك تسيطران على طرق رئيسة وخطوط السكك الحديدية، وخسارتها تهدّد عمليات نقل الأسلحة والذخيرة إلى الجيش الأوكراني في الإقليم كله.
وتظهر الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية أن القوات الروسية أصبحت على بعد 8 كيلومترات فقط من مدينة بوكروفسك، مما دعا سلطات المدينة إلى إخلائها من السكان.
ووصف المحلل العسكري بمركز أبحاث في كييف، أولسكندر كوفالينكو، الوضع شرق مدينة بوكروفسك بأنه “فشل دفاعي كامل”، مشيراً إلى أن ما حدث ليس خطأ الجنود العاديين في مواقعهم على خطوط القتال.
وأوضح كوفالينكو، وفقاً للصحيفة، أنّ “الخطأ من جانب من يتخذون القرارات لهؤلاء الجنود”، مشيراً إلى الرئيس الأوكراني، إذ عبّر كثير من الجنود الأوكرانيين عن مخاوفهم بشأن الخطوط الدفاعية حول مدينة بوكروفسك.
وكان زيلينسكي قد أقرّ في مؤتمر صحافي في كييف، الثلاثاء، بأن الموقف على خطوط القتال في مدينة بوكروفسك “شديد الصعوبة”، لكنه ادّعى إبطاء التقدّم الروسي في المنطقة نتيجة الهجوم الأوكراني على إقليم كورسك الروسي.
غير أنّ الواقع، كما ذكرت الصحيفة، أنّ القوات الروسية تقدّمت بسرعة أكبر منذ هجوم أوكرانيا على كورسك، وفق الكثير من المحللين، ومنهم محللون أوكرانيون يعملون مع فريق بحثي على صلة وثيقة بالجيش الأوكراني.
ونقلت الصحيفة عن أحد قادة المدفعية الأوكرانية في مدينة بوكروفسك أنّ قواته تعاني من نقص شديد في قذائف المدفعية، بعد نقل الكثير منها إلى الجبهة الروسية.
ووصف القائد العسكري الأوكراني الوضع بقوله “لدينا قذيفة واحدة مقابل كل 6 إلى 8 قذائف يطلقها الروس”.
وفي سياق متصل، أكدت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أقال قائد القوات الجوية، ميكولا أوليششوك، بعد يوم واحد من الكشف عن تحطّم طائرة من طراز “أف 16”.
ولم يذكر المرسوم الرئاسي سبب الإقالة، التي أعلن عنها زيلينسكي في خطاب مصوّر عبر “تلغرام” يوم الجمعة، مكتفياً بالقول إنه “من المهم تعزيز القوات الجوية على مستوى القيادة من أجل الأمن القومي وطمأنة السكان”.
وكانت صحيفة بريطانية اخرى “إيكونوميست”، قد تحدثت، الجمعة، عن فشل أوكرانيا في تحقيق أهدافها المرجوة من خلال عملية كورسك ومحاولة التوغل في المقاطعة الروسية، وهي تشتيت انتباه القوات الروسية عن تقدمها نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في جمهورية دونيتسك الشعبية في منطقة دونباس، المركز اللوجستي الحيوي للقوات الأوكرانية.
ونقلت الصحيفة، في تقرير لها، اعتراف القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكي، في 27 أغسطس الجاري، أن روسيا كثّفت من تركيزها على المدينة، في حين يبدو أن الدفاعات الأوكرانية آخذة في الانهيار، حيث تحقّق روسيا مكاسب سريعة على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة، إلى تغيّر مشهد الحرب في كورسك، بعد أسابيع من بدء الجيش الأوكراني عملياته المستمرة منذ السادس من أغسطس، مع تشكّل “خطّ أمامي جديد، يمتد لمئات الكيلومترات”.