آسياأخبار العالم

روسيا والصين تجريان مناورات بحرية مشتركة في المحيط الهادئ لتعزيز التعاون العسكري

قسم الأخبار الدولية 08/10/2024

أعلنت روسيا والصين عن بدء مناورات بحرية مشتركة في المحيط الهادئ، في خطوة تعكس تصاعد التعاون العسكري بين القوتين العظميين. المناورات تشمل سفن حربية من البلدين، وتأتي في ظل التوترات المتزايدة في منطقة المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، وهي مناطق تعتبر حيوية لاستراتيجيات الدول الكبرى.

تستهدف المناورات البحرية، التي تشمل عدداً كبيراً من السفن الحربية، تحسين التنسيق بين القوات البحرية الروسية والصينية، وتعتبر خطوة إضافية في تعزيز الشراكة العسكرية المتنامية بين موسكو وبكين. تتضمن التدريبات محاكاة لعمليات قتالية بحرية، مثل الدفاع الجوي ومكافحة الغواصات، إضافة إلى تدريبات على الهجمات المشتركة والإنقاذ البحري.

من المتوقع أن تستمر المناورات لعدة أيام، حيث سيشارك فيها عدد من السفن والمدمرات والفرقاطات من الجانبين. وفقاً للتصريحات الرسمية، تهدف التدريبات إلى تحسين القدرات القتالية للقوات البحرية، وتأكيد استعدادهما للتعامل مع أي تهديدات بحرية محتملة.

وتأتي هذه المناورات في وقت حساس يشهد تصاعد التوترات في منطقة المحيط الهادئ، حيث تتزايد المواجهات بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى. الصين تعتبر المحيط الهادئ جزءاً من مناطق نفوذها الاستراتيجي، في حين تواصل روسيا تعزيز حضورها العسكري في المنطقة، لا سيما بعد توسع نفوذها البحري منذ بداية الحرب الأوكرانية.

من ناحية أخرى، تواجه الصين ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها بشأن سياستها في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، وهي مناطق تشهد نزاعات حول السيادة البحرية. في هذا السياق، تسعى بكين إلى تعزيز تعاونها العسكري مع موسكو كجزء من استراتيجيتها لمواجهة النفوذ الغربي في المنطقة.

تعكس التدريبات البحرية المشتركة توجهاً جديداً في العلاقات العسكرية بين روسيا والصين. وعلى مدار السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات العسكرية بين البلدين تطوراً ملحوظاً، حيث نفذت القوات المسلحة الروسية والصينية تدريبات مشتركة في مجالات مختلفة، بما في ذلك التدريبات البرية والجوية. هذه المناورات هي مؤشر على أن البلدين يسعيان إلى تعزيز التعاون العسكري في مواجهة الضغوط الخارجية، وخاصة من جانب الغرب.

ومن المرجح أن تثير هذه المناورات قلقاً لدى الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، الذين ينظرون إلى التعاون العسكري بين موسكو وبكين على أنه تحدٍ مباشر لنفوذهم. و قد أعربت واشنطن مراراً عن قلقها من تزايد النشاطات العسكرية المشتركة بين روسيا والصين، خاصة في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.

في المقابل، تصر روسيا والصين على أن هذه التدريبات ذات طبيعة دفاعية بحتة، وأنها تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة. ومع ذلك، يعتبر العديد من المراقبين أن هذا التعاون العسكري يعكس محاولة البلدين لإعادة تشكيل التوازن العسكري في المنطقة.

تعتبر منطقة المحيط الهادئ مسرحاً رئيسياً للصراعات الجيوسياسية بين القوى الكبرى. روسيا والصين تسعيان إلى تأكيد حضورهما في المنطقة في ظل تنامي الحضور العسكري الأميركي وحلفائه مثل اليابان وأستراليا. على المستوى البحري، تزداد أهمية هذه المناورات مع تصاعد المنافسة على السيطرة على الممرات البحرية التجارية والجزر المتنازع عليها.

بالنسبة للصين، يأتي هذا التعاون العسكري مع روسيا في وقت تعمل فيه على تعزيز قدراتها البحرية وتطوير أسطولها ليصبح أحد أقوى الأساطيل في العالم. روسيا من جانبها تسعى إلى تعميق علاقاتها مع الصين لتأمين دعم استراتيجي في مواجهة العقوبات الغربية والضغوط المتزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا.

بالتالي، تشير المناورات البحرية المشتركة بين روسيا والصين في المحيط الهادئ إلى تصاعد التعاون العسكري بين البلدين في وقت تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية في المنطقة. هذه التدريبات تمثل تحدياً واضحاً للنفوذ الغربي في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، حيث تسعى موسكو وبكين إلى تأكيد حضورهما العسكري وتأمين مصالحهما الاستراتيجية. في ظل هذه التطورات، يبدو أن التنافس على السيطرة في المحيط الهادئ سيستمر في التصاعد، ما ينذر بمزيد من التوترات في المستقبل القريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق