روسيا وأوكرانيا تتبادلان الأسرى وتكثفان العمليات العسكرية وسط تصعيد متواصل
قسم الأخبار الدولية 06/02/2025
شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا بين روسيا وأوكرانيا، حيث أعلن الجيش الأوكراني تنفيذ هجوم على مطار عسكري روسي في منطقة كراسنودار، مما أدى إلى وقوع انفجارات واندلاع حريق، في حين استهدفت ضربات داخل الأراضي الأوكرانية مركزًا للتجنيد، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدة جرحى. وفي موازاة التصعيد الميداني، تم تبادل 150 أسيرًا بين الجانبين، في خطوة نادرة من التعاون رغم الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.
ضربات متبادلة في العمقين الروسي والأوكراني
أكدت القوات الأوكرانية أن هجومها على مطار كراسنودار استهدف منشآت تستخدمها روسيا لتخزين الطائرات المسيّرة وإطلاقها، وكذلك لصيانة الطائرات الحربية التي تنفذ عمليات جوية فوق جنوب أوكرانيا. ويعد هذا الهجوم امتدادًا لاستراتيجية أوكرانية تهدف إلى استهداف البنية التحتية العسكرية الروسية داخل أراضيها، بما في ذلك القواعد الجوية ومستودعات الوقود ومراكز القيادة.
في المقابل، شهدت أوكرانيا هجومًا داخل أراضيها، حيث انفجرت عبوة ناسفة في مركز تجنيد بمنطقة خميلنيتسكي غرب البلاد، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين. ووفقًا للسلطات الأوكرانية، فإن القتيل هو الشخص الذي جلب المتفجرات، حيث وصف قائد الشرطة الأوكرانية، إيفان فيجيفسكي، الحادث بأنه عملية نفذها جهاز الاستخبارات الروسي تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وإثارة البلبلة حول عمليات التجنيد الإجباري، وهي قضية حساسة تشهد جدلًا واسعًا داخل أوكرانيا بسبب اتهامات بالفساد وعدم المساواة في التجنيد.
تبادل الأسرى: بادرة نادرة في ظل الحرب المستمرة
رغم التصعيد العسكري، تمكنت روسيا وأوكرانيا من تنفيذ واحدة من أكبر عمليات تبادل الأسرى بينهما، حيث أعلنت موسكو أنها أفرجت عن 150 جنديًا أوكرانيًا مقابل عدد مماثل من العسكريين الروس، في عملية تمت بوساطة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الأسرى الروس تم نقلهم إلى بيلاروسيا لتلقي رعاية طبية ونفسية، بينما رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالإفراج عن جنوده، واصفًا اليوم بأنه “جميل”، لكنه لم يعلق على عدد الأسرى الروس الذين تمت إعادتهم إلى موسكو. وذكر زيلينسكي أن بين الأسرى الأوكرانيين المحررين جنودًا وضباطًا، بعضهم كان محتجزًا منذ أكثر من عامين.
ومنذ بدء الحرب في فبراير 2022، نفذت موسكو وكييف عدة عمليات لتبادل الأسرى، شملت مئات الجنود، كما جرى تبادل جثث القتلى بشكل دوري. وتضطلع الإمارات بدور رئيسي في هذه المفاوضات، حيث تسعى إلى تسهيل عمليات التبادل، إلى جانب جهود إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا.
تصعيد متواصل ومخاوف من توسع رقعة الحرب
في ظل استمرار الضربات الجوية والهجمات المضادة، تبدو احتمالات تهدئة الأوضاع بعيدة المنال، حيث تواصل موسكو استهداف البنية التحتية الأوكرانية، بينما تصعّد كييف من ضرباتها داخل العمق الروسي باستخدام الطائرات المسيّرة والأسلحة بعيدة المدى. ومع تزايد الخسائر البشرية، يظل تبادل الأسرى أحد الجوانب القليلة التي تظهر فيها إمكانية التواصل بين الطرفين، رغم أن تأثيره على مسار الحرب لا يزال محدودًا مقارنة بالتصعيد العسكري المستمر.