روسيا تنتقد العقوبات الأميركية الجديدة وتؤكد أنها «محصّنة» ضدّها

قسم الأخبار الدولية 23/10/2025
انتقدت روسيا بشدة حزمة العقوبات الأميركية الجديدة التي استهدفت قطاعها النفطي، معتبرة أن تأثيرها سيكون محدوداً، وأن الاقتصاد الروسي أصبح “محصّناً” ضد القيود الغربية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمرها الأسبوعي، إن الخطوة الأميركية “لن تؤدي إلا إلى نتائج عكسية”، مؤكدة أن موسكو طورت خلال السنوات الأخيرة منظومة مقاومة للعقوبات تمكّنها من الحفاظ على استقرارها الاقتصادي ومواصلة تطوير قطاع الطاقة رغم الضغوط الخارجية.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض عقوبات “هائلة” على شركتَي “روسنفت” و”لوك أويل” العملاقتين، في محاولة للضغط على الكرملين لوقف عملياته العسكرية في أوكرانيا. وتضمنت الإجراءات تجميد أصول الشركتين داخل الولايات المتحدة ومنع التعامل معهما تجارياً. كما شدد الاتحاد الأوروبي بدوره عقوباته على صادرات الطاقة الروسية، في مسعى لتقليص العائدات التي تموّل الجهود الحربية لموسكو.
وأكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الشركتين الروسيتين “تقدمان دعماً مباشراً لآلة الحرب الروسية”، مشيراً إلى أن القرار يهدف إلى “حرمان الكرملين من الموارد التي تغذي عدوانه”. غير أن مراقبين في موسكو رأوا أن العقوبات الجديدة تعكس استمرار النهج التصعيدي الغربي تجاه روسيا دون تقدير لتداعياته على أسواق الطاقة العالمية التي لا تزال تعتمد بدرجة كبيرة على النفط الروسي.
وفي تطور لافت، انضمت الصين إلى موقف موسكو معربة عن “معارضتها القاطعة” لهذه الإجراءات، ووصفتها بأنها “عقوبات أحادية تفتقر لأي أساس قانوني دولي”. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية غوه جياكون إن بكين ترفض محاولات “تسييس التعاون الاقتصادي بين الصين وروسيا”، مشدداً على أن الحوار والتفاوض يظلان السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الأوكرانية. كما عبّر عن استياء بلاده من إدراج شركات صينية ضمن العقوبات الأوروبية الجديدة، محذراً من أن بكين ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها المشروعة.
بهذا، يتعمّق الانقسام الدولي حول آليات التعامل مع الحرب في أوكرانيا، بينما تواصل روسيا الاعتماد على شراكاتها مع الصين والهند ودول الجنوب العالمي لتعويض خسائرها في الأسواق الغربية، في وقت تبدو فيه العقوبات الغربية أقل قدرة على شلّ قطاع الطاقة الروسي مما كان متوقعاً.