روبيو يحذر: تحركات الكنيست الإسرائيلي لضم الضفة تهدد اتفاق غزة

قسم الأخبار الدولية 23/10/2025
حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن الخطوات التشريعية الأخيرة التي اتخذها الكنيست الإسرائيلي لفرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية قد تهدد بشكل مباشر التفاهمات التي أرست وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. وجاءت تصريحات روبيو في مؤتمر صحافي بواشنطن قبيل توجهه إلى إسرائيل، حيث أكد أن إدارة الرئيس الأميركي تعتبر هذه الخطوات “غير بناءة في المرحلة الحالية”، محذراً من أن “أي تحركات أحادية الجانب في الضفة قد تأتي بنتائج عكسية وتؤدي إلى تصعيد جديد”.
وتزامن هذا التحذير مع إقرار الكنيست الإسرائيلي، الأربعاء، مشروعين قانونيين ينصّان على تطبيق السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية، أحدهما قدّمه وزير الهوية اليهودية آفي معوز، والآخر قدّمه زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان. وقد مرّ القانون الأول بفارق صوت واحد فقط (25 مقابل 24)، فيما حاز الثاني على أغلبية أوضح (31 مقابل 9)، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل إسرائيل وخارجها، نظراً لتداعياتها السياسية والأمنية على مستقبل المفاوضات مع الفلسطينيين وعلى علاقة تل أبيب بواشنطن.
ورغم دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نواب حزبه “الليكود” إلى الامتناع عن التصويت لتجنّب إحراج الحكومة خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، خالف عدد محدود من النواب التوجيهات، وكان من بينهم الرئيس الأسبق للكنيست يولي إدلشتاين، الذي شكّل صوته الحاسم فارقاً في تمرير أحد القانونين. كما صوّت حزب “ديغل هتوراة” الديني ضد المشروع، في مؤشر على انقسام داخل الائتلاف الحاكم بشأن المضي في سياسة الضم التي تضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن تمرير هذه القوانين في قراءتها الأولى يعكس تصاعد نفوذ التيار القومي الديني في المشهد السياسي الإسرائيلي، الذي يسعى إلى ترسيخ واقع الضم بحكم الأمر الواقع في الضفة، مستفيداً من حالة الجمود في العملية السياسية الفلسطينية – الإسرائيلية. كما يُتوقع أن تزيد هذه التطورات من تعقيد المشهد الإقليمي، خاصة في ظل مساعي واشنطن للحفاظ على الهدوء الهش في غزة وإعادة إطلاق المسار السياسي بين الجانبين.
ويأتي التحرك الإسرائيلي في لحظة حساسة تشهد فيها المنطقة توترات متصاعدة بعد حرب غزة الأخيرة، ما يجعل أي خطوة أحادية نحو الضم تهديداً حقيقياً للتفاهمات الأمنية التي جرى التوصل إليها بصعوبة. ويرى محللون أن تحذير روبيو يمثل رسالة ضغط دبلوماسية واضحة مفادها أن واشنطن لن تغضّ الطرف عن خطوات من شأنها تقويض الاستقرار أو إفشال مساعي التسوية الجارية.