رئيس كولومبيا يجمّد التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة احتجاجاً على ضربات الكاريبي

قسم الأخبار الدولية 12/11/2025
أمر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قوات الأمن في بلاده بتعليق تبادل المعلومات المخابراتية مع وكالات الاستخبارات الأميركية، في خطوة غير مسبوقة تعكس تصاعد التوتر بين بوغوتا وواشنطن على خلفية العمليات العسكرية الأميركية الأخيرة في منطقة البحر الكاريبي.
وقال بيترو في منشور على منصة «إكس» إنّ «مكافحة المخدرات يجب أن تحترم حقوق الإنسان لشعوب الكاريبي»، مشدداً على أن التعاون الأمني لا يمكن أن يستمر في ظل ما وصفه بـ«الانتهاكات الممنهجة» بحق المدنيين في المنطقة.
ويأتي هذا القرار بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة تنفيذ نحو 20 ضربة جوية استهدفت سفناً اشتبهت بأنها تحمل شحنات مخدرات، ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصاً، بحسب تقارير إعلامية. وأثارت هذه العمليات جدلاً واسعاً في أمريكا اللاتينية، حيث اعتبرتها دول عدة، بينها فنزويلا ونيكاراغوا، «تجاوزاً للقانون الدولي» ومساساً بسيادة الدول الساحلية.
وتُعد كولومبيا أحد أبرز الشركاء الأمنيين للولايات المتحدة في مكافحة تجارة المخدرات منذ عقود، إذ تتلقى دعماً استخباراتياً ولوجستياً واسعاً من واشنطن ضمن برامج التعاون العسكري. لكن الرئيس بيترو، الذي ينتمي إلى اليسار التقدمي، يسعى منذ توليه الحكم عام 2022 إلى إعادة صياغة هذا التعاون بما يتماشى مع أولوياته في احترام السيادة الوطنية وإيجاد حلول إنسانية لمشكلة الاتجار بالمخدرات.
ويرى مراقبون أن تعليق تبادل المعلومات المخابراتية قد يوجّه ضربة مؤقتة للتنسيق الأمني بين البلدين، لكنه في الوقت نفسه يعكس رغبة بوغوتا في فرض مقاربة جديدة للعلاقات الثنائية تقوم على الندية والاحترام المتبادل.



