رئيس جنوب أفريقيا يرفض اتهامات ترمب بشأن مصادرة الأراضي ويؤكد التزام بلاده بالإصلاح الدستوري
قسم الأخبار الامنية والعسكرية الدولية 03-02-2025
رد الرئيس الجنوب أفريقي، سيريل رامافوزا، اليوم الاثنين، على الاتهامات التي وجهها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشأن “مصادرة” الأراضي و”إساءة معاملة بعض الفئات”، مؤكداً أن هذه الادعاءات لا تستند إلى حقائق، وأن بلاده ملتزمة بالإصلاح الزراعي وفق ما ينص عليه الدستور.
وقال رامافوزا إن جنوب أفريقيا لم تصادر أي أراضٍ بشكل تعسفي، موضحاً أن قانون نزع الملكية منصوص عليه دستورياً ولا يسمح للحكومة بالاستيلاء على الممتلكات دون التفاوض مع المالكين. كما شدد على أن الولايات المتحدة تظل شريكاً إستراتيجياً لبلاده على الصعيدين السياسي والتجاري، معرباً عن رغبته في التواصل مع إدارة ترمب لمناقشة سياسات الإصلاح الزراعي والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
واشنطن تعلق التمويل وبريتوريا تطالب بالتوضيح
وجاءت تصريحات رامافوزا بعدما أعلن ترمب، أمس الأحد، تعليق أي تمويل مستقبلي لجنوب أفريقيا، في انتظار إجراء تحقيق حول سياسات مصادرة الأراضي. وادعى ترمب أن الحكومة الجنوب أفريقية تستهدف فئات معينة في المجتمع بشكل “سيئ جداً”، في إشارة إلى المزارعين البيض الذين يطالب المحافظون الأميركيون بحمايتهم.
في المقابل، أكدت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا أن القانون لا يجيز المصادرة العشوائية، وأن الإصلاح الزراعي يهدف إلى معالجة التفاوتات التاريخية الناجمة عن نظام الفصل العنصري. وأضافت الوزارة: “نحن على ثقة بأن مستشاري ترمب سيستغلون فترة التحقيق لفهم سياسات جنوب أفريقيا في إطار الديمقراطية الدستورية”، مشيرة إلى أن قوانين نزع الملكية موجودة في العديد من الدول حول العالم.
تداعيات اقتصادية وتوتر سياسي
أثارت تصريحات ترمب مخاوف المستثمرين، حيث انخفضت عملة جنوب أفريقيا “الراند” في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، وسط مخاوف من تزايد الضغوط الاقتصادية في حال استمرار التوتر مع واشنطن.
وتعتبر قضية الأراضي في جنوب أفريقيا من أكثر القضايا حساسية، حيث تسعى الحكومة منذ سنوات إلى إعادة توزيع الأراضي لمعالجة إرث الفصل العنصري، حيث لا تزال الأقلية البيضاء، التي تشكل 9% من السكان، تسيطر على 75% من الأراضي الزراعية. وكان رامافوزا قد وقع في يناير الماضي قانوناً يسمح للحكومة، في ظروف معينة، بمصادرة الأراضي دون تعويض، ما أثار انتقادات دولية، خاصة من المحافظين الأميركيين، بمن فيهم رجل الأعمال إيلون ماسك، المولود في جنوب أفريقيا والمقرب من ترمب.
وفي ظل التصعيد الأميركي، تبقى العلاقات بين البلدين على المحك، خاصة أن جنوب أفريقيا تلعب دوراً مهماً في السياسة الأفريقية والعلاقات الاقتصادية مع القوى الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة والصين.