دولة مالي و الأطماع الامريكية
إعداد: صبرين العجرودي” باحثة بالمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية
مراجعة: الدكتورة بدرة قعلول- رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الامنية والعسكرية بتونس
لطالما سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى السيطرة وبسط نفوذها في مالي، لًما يتميّز به هذا البلد من موقع استراتيجي هام وثروات عديدة.
وقد حاولت أمريكا إنشاء قاعدة الافريكوم في قلب مالي وكانت تسعى لذلك منذ 2007، لكن ” أحمد توماني توري ” (Amadou Toumani Touré)الذي شغل منصب الرئيس منذ عام 2002 رفض ذلك وبشدّة، لتنقلب عليه واشنطن في 22 مارس عام 2012، بقيادة النقيب ” أمادو سانوغو ” (Amadou Haya Sanogo) الذي كانت تحرّكه أيدي أمريكية .
لكن المنافس الفرنسي لمحاولات أمريكا في السيطرة على مالي حالت دون ذلك، وقد مكّنت مساندها ” ديونكونداتراوي ” (Dioncounda Traoré)من تولي منصب رئيس الجمهورية في أبريل عام 2012 .
والمتابع لشأن هذا البلد غرب القارة السمراء يلاحظ النقطة المحورية التي أدّت إلى دخول الغرب إلى مالي وهي تعلّة مكافحة الإرهاب و خاصة مع زيادة توتر الأوضاع و استفحال الجماعات الارهابية و تعمّق الصراعات حيث تعالت الأصوات القائلة ان الأطراف الخارجية المتدخلة في مالي لا تركض الا وراء مصالحها و أنّ الصراع فيما بينها سيساهم في ظهور عديد الازمات و المشاكل في المنطقة .
مالي ثروات و موقع استراتيجي هام
تتمتّع مالي بموقع استراتيجي هام و تعتبر من بين الدول الافريقية التي تتميّز بثروات معدنية و زراعية ضخمة، وهو ما يجعلها حلبة للصراع بين القوى العالمية الكبرى وأرضا خصبة لتمدّد النشاط الارهابي، لذلك ورغم ما تتميّز به من احتياطات ضخمة ، إلا أنّها تتصدّر المراتب الاولى في تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية .
- الموقع: هي دولة غير ساحلية، تقع في غرب افريقيا على الساحل الافريقي من الوسط، تحدها الجزائر من الشمال والنيجر شرقا، بوركينا فاسو وساحل العاج من الجنوب والسنغال وموريتانيا في الغرب، تبلغ مساحتها 1.240.000 كم2 ، عاصمتها باماكو، عدد سكانها 14.5 مليون نسمة .
- الثروات المعدنية: تعتبر مالي من أهم البلدان الافريقية المنتجة لليورانيوم ، الذهب ، الفوسفات ، الملح ، الجرانيت ، الكاولين ، الحجر الجيري، البوكسيت .
- الذهب : يعتبر الذهب من أكثر المعادن التي تتميّز بها مالي ، حيث تتصدّر المرتبة الثالثة افريقيا بعد كل من غانا و جنوب افريقيا في إنتاج الذهب ، ووفقا للمعهد العالي للإحصاء بلغت صادراتها منذ عام 2018 ، 2.40 مليار دولار وهي تساهم بـ 7% من نسبة الناتج المحلي الإجمالي
و70% من حجم الصادرات الاجمالية .
- اليورانيوم: تقدّر بعض الدراسات أنّ مالي تنتج حولي 100 مليون طن من اليورانيوم ويتركّز أغلبها في شمال البلاد خاصّة في كيدال .
- الفوسفات و الحجر الجيري: أشارت إحصائيات عام 2020 إلى أنّ إنتاج مالي من الفوسفات بلغ 150 ألف طن في حين أنّ فوسفات الكالسيوم بلغ 600 ألف طن، والجير الحجري 200 ألف طن و50 الف من خام ” الزركونيوم” .
- الملح والجرانيت والكاولين:عالميا تحتل مالي المرتبة 86 في إنتاج الملح بما يقارب 6 آلاف طن واحتياطي حوالي 53 مليون طن، في حين تنتج سنويا 36 ألف طن من مادة الجرانيت.
- البوكسيت و الحديد: يُقدّر احتياط مالي من هذه المادة 1.2 مليار طن وتوجد أغلبيته في تومبكتو، بينما بلغ احتياطي الحديد بـ 2 مليار طن .
- الثروات الزراعية: تعتبر مالي من بين الدول الصحراوية، حيث تبلغ نسبة هذه المناطق 60% من مساحتها الجمليّة، لكن وعلى رغم ذلك فإن لها ثروات زراعية وحيوانية هامّة .
- القطن: تحتلّ مالي المرتبة الاولى افريقيا في إنتاج القطن حيث بلغ تقريبا 762 ألف طن .
- الارز و الذرة: تنتج مالي سنويا 2 مليون و 780 ألف طن من الأرز، في حين يتجاوز إنتاجها من الذرة بـ 1 مليون و744 ألف طن .
- الثروة الحيوانية: لمالي ثروة حيوانية هامّة تنقسم الى أغنام و ماعز يناهز عددها 34 مليون رأس ، تُخصّص منها 10 ملايين لاستهلاك السّكان، و 35 ألف رأس من الدواجن وفقا لإحصائيات من المنظمة العالمية للأغذية والزراعة .
كيف تتدخل الولايات المتحدة الامريكية في مالي ؟
تُبرز استراتيجيات القوى العالمية في التدخل في دول القارة السمراء بين التدخل المباشر والتدخل غير المباشر، حيث يتمّ اعتماد التّدخل غير المباشر من خلال تقديم المساعدات في مختلف المجالات وهو ما يُطلق عليه ” استراتيجية بناء القدرات “، وذلك ما يتيح للأطراف الراكضة وراء أطماعها من توفير كل اللوازم التي تسمح لها بحماية مصالحها، معرفة جميع الاسرار المتعلقة بسياسات تلك الدول وكيفيّة تعاطيها مع أزماتها … مثلا، فيما يتعلّق بالدعم العسكري، تقوم الولايات المتحدة الامريكية بتوفير كل ما تحتاجه القوات المالية لضرب العدول المشترك، وهو ماحصل بالفعل عندما أرادت أمريكا إزاحة ” أحمدت وماني توري ” من الحكم في مالي، عندما وقف معترضا على تدخلها في الاراضي المالية، حيث دعّمت ” أمادو سانوغو ” للانقلاب على الحكم .
كذلك في إطار تحقيق المصالح، قامت الولايات المتحدة الامريكية بتدريب القوات المالية قبل الدخول في الحرب الاهلية لعام 2012 ، بين الطرف الجنوبي و الطرف الشمالي الساعي للانفصال و التمتع بحكم ذاتي و قد تكلّف ذلك بما يقارب 250 مليار دولار .
ويشار إلى أنّه كلما كانت هناك أهداف ومصالح مشتركة زادا الانفاق الامريكي على الدعم وكان الترحيب من الطرف المقابل أكبر .
في بعض الأحيان، لم تحقّق إستراتيجية التدخل المباشر نجاحا، فبالنسبة للدول التي كانت مؤسساتها وحكومتها ضعيفة وهشّة لم تكن هناك فائدة من تقديم الدعم لها ويعود ذلك لسوء التصرف وعدم اعتماد استراتيجيات محكمة في استغلال المساعدة الخارجية، لذلك لم ترا القوى الخارجية حلاّ إلا بالتدخل المباشر والتصرف بنفسها وينطبق ذلك بصفة كبيرة على مالي .
لذك اعتمدت الولايات المتحدة الامريكية على استراتيجية التدخل المباشر تحديدا بعد الانقلاب الذي حصل في عام 2012 ، حيث وجدت الظروف الملائمة حتى تركّز ثقلها في المنطقة مباشرة خاصّة مع الحرب الاهلية القائمة في دول الساحل و ما انجرّ عنها من عمليات ارهابية، لذلك وجدت هذه الدول ضرورة اللجوء للدعم الخارجي من خلال الاعتماد على القوات الامريكية في القتال على أراضيها و شنّ الهجمات.
إذ يُجمع الكثير من الخبراء، أنّ العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية وإفريقيا في فترة حكم دونالد
ترامب قد شهدت تراجعا كبيرا و أنّها ستشهد تغيرا واضحا في عهد جو بايدن.
جعل هذا التغير بعض القوى الاخرى المنافسة لأمريكاعلى غرار الصين وروسيا تتسارع نحو افتكاك نفوذها في القارة ومنافسة الوجود الامريكي الذي سيكون حسب رأيهم اكثر حكمة وتوازنا وواقعية لذلك فإنه يمثل تهديدا واضحا لهم .
يسعى جو بايدن إلى إصلاح ما أفسده ترامب في علاقاته مع القارة الافريقية هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى فإنه هناك الكثير من الاطراف التي تترصّده و تسعى لصياغة وسيلة ردع ناجعة، لذلك فإن اعتماد استراتيجية جديدة أصبح أمرا في غاية الضّرورة بالنسبة لمستقبل الولايات المتحدة الامريكية.
كما يعتقد الكثير من المراقبين أنّ هناك اختلاف سيكون واضح في السياسات تجاه إفريقيا مقارنة بالسنوات السابقة، ذلك لأن طبيعة الرؤساء ذات الفكر الديمقراطي سيأخذون بعين الاعتبار المصالح والتطلعات الافريقية أكثر من الجمهوريين وهو ما يفسّر أغلبية الامريكيين ذو الاصل الإفريقي الذين يؤيدون جو بايدن بنسبة عالية مقارنة بترامب الذي لم يحظى الا بصوت 8% منهم .
فلدى الولايات المتحدة الامريكية وعي كبير بخطورة منافسيها وسعيهم الى كسب النفوذ بالقارة، لذلك فإنّ اعتماد استراتيجية السياسة الناعمة مع القارة الافريقية هو أمر ضروري ويتجلّى ذلك من خلال إقامة العديد من العلاقات الديبلوماسية وتقديم المساعدات و دعمها لضمان النمو الاقتصادي والاجتماعي، سيمكّنها ذلك من بناء علاقات متينة مع الزعماء الافريقيين، بعد تراجع دور امريكا القيادي في فترة حكم ترامب .
مالي دولة الاطماع الامريكية
لطالما سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى السيطرة وبسط نفوذها في مالي، لًما يتميّز به هذا البلد من موقع استراتيجي هام وثروات عديدة.
وقد حاولت أمريكا إنشاء قاعدة الافريكوم في قلب مالي وكانت تسعى لذلك منذ 2007، لكن ” أحمد توماني توري ” (Amadou Toumani Touré)الذي شغل منصب الرئيس منذ عام 2002 رفض ذلك وبشدّة، لتنقلب عليه واشنطن في 22 مارس عام 2012، بقيادة النقيب ” أمادو سانوغو ” (Amadou Haya Sanogo) الذي كانت تحرّكه أيدي أمريكية .
لكن المنافس الفرنسي لمحاولات أمريكا في السيطرة على مالي حالت دون ذلك، وقد مكّنت مساندها ” ديونكونداتراوي ” (Dioncounda Traoré)من تولي منصب رئيس الجمهورية في أبريل عام 2012 .
والمتابع لشأن هذا البلد غرب القارة السمراء يلاحظ النقطة المحورية التي أدّت إلى دخول الغرب إلى مالي وهي تعلّة مكافحة الإرهاب و خاصة مع زيادة توتر الأوضاع و استفحال الجماعات الارهابية و تعمّق الصراعات حيث تعالت الأصوات القائلة ان الأطراف الخارجية المتدخلة في مالي لا تركض الا وراء مصالحها و أنّ الصراع فيما بينها سيساهم في ظهور عديد الازمات و المشاكل في المنطقة .
مالي ثروات و موقع استراتيجي هام
تتمتّع مالي بموقع استراتيجي هام و تعتبر من بين الدول الافريقية التي تتميّز بثروات معدنية و زراعية ضخمة، وهو ما يجعلها حلبة للصراع بين القوى العالمية الكبرى وأرضا خصبة لتمدّد النشاط الارهابي، لذلك ورغم ما تتميّز به من احتياطات ضخمة ، إلا أنّها تتصدّر المراتب الاولى في تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية .
- الموقع: هي دولة غير ساحلية، تقع في غرب افريقيا على الساحل الافريقي من الوسط، تحدها الجزائر من الشمال والنيجر شرقا، بوركينا فاسو وساحل العاج من الجنوب والسنغال وموريتانيا في الغرب، تبلغ مساحتها 1.240.000 كم2 ، عاصمتها باماكو، عدد سكانها 14.5 مليون نسمة .
- الثروات المعدنية: تعتبر مالي من أهم البلدان الافريقية المنتجة لليورانيوم ، الذهب ، الفوسفات ، الملح ، الجرانيت ، الكاولين ، الحجر الجيري، البوكسيت .
- الذهب : يعتبر الذهب من أكثر المعادن التي تتميّز بها مالي ، حيث تتصدّر المرتبة الثالثة افريقيا بعد كل من غانا و جنوب افريقيا في إنتاج الذهب ، ووفقا للمعهد العالي للإحصاء بلغت صادراتها منذ عام 2018 ، 2.40 مليار دولار وهي تساهم بـ 7% من نسبة الناتج المحلي الإجمالي
و70% من حجم الصادرات الاجمالية .
- اليورانيوم: تقدّر بعض الدراسات أنّ مالي تنتج حولي 100 مليون طن من اليورانيوم ويتركّز أغلبها في شمال البلاد خاصّة في كيدال .
- الفوسفات و الحجر الجيري: أشارت إحصائيات عام 2020 إلى أنّ إنتاج مالي من الفوسفات بلغ 150 ألف طن في حين أنّ فوسفات الكالسيوم بلغ 600 ألف طن، والجير الحجري 200 ألف طن و50 الف من خام ” الزركونيوم” .
- الملح والجرانيت والكاولين:عالميا تحتل مالي المرتبة 86 في إنتاج الملح بما يقارب 6 آلاف طن واحتياطي حوالي 53 مليون طن، في حين تنتج سنويا 36 ألف طن من مادة الجرانيت.
- البوكسيت و الحديد: يُقدّر احتياط مالي من هذه المادة 1.2 مليار طن وتوجد أغلبيته في تومبكتو، بينما بلغ احتياطي الحديد بـ 2 مليار طن .
- الثروات الزراعية: تعتبر مالي من بين الدول الصحراوية، حيث تبلغ نسبة هذه المناطق 60% من مساحتها الجمليّة، لكن وعلى رغم ذلك فإن لها ثروات زراعية وحيوانية هامّة .
- القطن: تحتلّ مالي المرتبة الاولى افريقيا في إنتاج القطن حيث بلغ تقريبا 762 ألف طن .
- الارز و الذرة: تنتج مالي سنويا 2 مليون و 780 ألف طن من الأرز، في حين يتجاوز إنتاجها من الذرة بـ 1 مليون و744 ألف طن .
- الثروة الحيوانية: لمالي ثروة حيوانية هامّة تنقسم الى أغنام و ماعز يناهز عددها 34 مليون رأس ، تُخصّص منها 10 ملايين لاستهلاك السّكان، و 35 ألف رأس من الدواجن وفقا لإحصائيات من المنظمة العالمية للأغذية والزراعة .
كيف تتدخل الولايات المتحدة الامريكية في مالي ؟
تُبرز استراتيجيات القوى العالمية في التدخل في دول القارة السمراء بين التدخل المباشر والتدخل غير المباشر، حيث يتمّ اعتماد التّدخل غير المباشر من خلال تقديم المساعدات في مختلف المجالات وهو ما يُطلق عليه ” استراتيجية بناء القدرات “، وذلك ما يتيح للأطراف الراكضة وراء أطماعها من توفير كل اللوازم التي تسمح لها بحماية مصالحها، معرفة جميع الاسرار المتعلقة بسياسات تلك الدول وكيفيّة تعاطيها مع أزماتها … مثلا، فيما يتعلّق بالدعم العسكري، تقوم الولايات المتحدة الامريكية بتوفير كل ما تحتاجه القوات المالية لضرب العدول المشترك، وهو ماحصل بالفعل عندما أرادت أمريكا إزاحة ” أحمدت وماني توري ” من الحكم في مالي، عندما وقف معترضا على تدخلها في الاراضي المالية، حيث دعّمت ” أمادو سانوغو ” للانقلاب على الحكم .
كذلك في إطار تحقيق المصالح، قامت الولايات المتحدة الامريكية بتدريب القوات المالية قبل الدخول في الحرب الاهلية لعام 2012 ، بين الطرف الجنوبي و الطرف الشمالي الساعي للانفصال و التمتع بحكم ذاتي و قد تكلّف ذلك بما يقارب 250 مليار دولار .
ويشار إلى أنّه كلما كانت هناك أهداف ومصالح مشتركة زادا الانفاق الامريكي على الدعم وكان الترحيب من الطرف المقابل أكبر .
في بعض الأحيان، لم تحقّق إستراتيجية التدخل المباشر نجاحا، فبالنسبة للدول التي كانت مؤسساتها وحكومتها ضعيفة وهشّة لم تكن هناك فائدة من تقديم الدعم لها ويعود ذلك لسوء التصرف وعدم اعتماد استراتيجيات محكمة في استغلال المساعدة الخارجية، لذلك لم ترا القوى الخارجية حلاّ إلا بالتدخل المباشر والتصرف بنفسها وينطبق ذلك بصفة كبيرة على مالي .
لذك اعتمدت الولايات المتحدة الامريكية على استراتيجية التدخل المباشر تحديدا بعد الانقلاب الذي حصل في عام 2012 ، حيث وجدت الظروف الملائمة حتى تركّز ثقلها في المنطقة مباشرة خاصّة مع الحرب الاهلية القائمة في دول الساحل و ما انجرّ عنها من عمليات ارهابية، لذلك وجدت هذه الدول ضرورة اللجوء للدعم الخارجي من خلال الاعتماد على القوات الامريكية في القتال على أراضيها و شنّ الهجمات.
إذ يُجمع الكثير من الخبراء، أنّ العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية وإفريقيا في فترة حكم دونالد
ترامب قد شهدت تراجعا كبيرا و أنّها ستشهد تغيرا واضحا في عهد جو بايدن.
جعل هذا التغير بعض القوى الاخرى المنافسة لأمريكاعلى غرار الصين وروسيا تتسارع نحو افتكاك نفوذها في القارة ومنافسة الوجود الامريكي الذي سيكون حسب رأيهم اكثر حكمة وتوازنا وواقعية لذلك فإنه يمثل تهديدا واضحا لهم .
يسعى جو بايدن إلى إصلاح ما أفسده ترامب في علاقاته مع القارة الافريقية هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى فإنه هناك الكثير من الاطراف التي تترصّده و تسعى لصياغة وسيلة ردع ناجعة، لذلك فإن اعتماد استراتيجية جديدة أصبح أمرا في غاية الضّرورة بالنسبة لمستقبل الولايات المتحدة الامريكية.
كما يعتقد الكثير من المراقبين أنّ هناك اختلاف سيكون واضح في السياسات تجاه إفريقيا مقارنة بالسنوات السابقة، ذلك لأن طبيعة الرؤساء ذات الفكر الديمقراطي سيأخذون بعين الاعتبار المصالح والتطلعات الافريقية أكثر من الجمهوريين وهو ما يفسّر أغلبية الامريكيين ذو الاصل الإفريقي الذين يؤيدون جو بايدن بنسبة عالية مقارنة بترامب الذي لم يحظى الا بصوت 8% منهم .
فلدى الولايات المتحدة الامريكية وعي كبير بخطورة منافسيها وسعيهم الى كسب النفوذ بالقارة، لذلك فإنّ اعتماد استراتيجية السياسة الناعمة مع القارة الافريقية هو أمر ضروري ويتجلّى ذلك من خلال إقامة العديد من العلاقات الديبلوماسية وتقديم المساعدات و دعمها لضمان النمو الاقتصادي والاجتماعي، سيمكّنها ذلك من بناء علاقات متينة مع الزعماء الافريقيين، بعد تراجع دور امريكا القيادي في فترة حكم ترامب .