دمشق ترفض تكتلاً خاصاً بالأكراد في الجيش: توتر في إطار إعادة هيكلة القوات المسلحة
قسم الأخبار الدولية 20/01/2025
رفضت الحكومة السورية مقترحًا يقضي بإنشاء تكتل عسكري خاص بالأكراد ضمن الجيش السوري، في إطار الجهود الجارية لإعادة هيكلة القوات المسلحة وتوحيدها تحت قيادة مركزية. وأكدت دمشق أن الجيش السوري يجب أن يظل مؤسسة وطنية شاملة لا تتبع تقسيمات عرقية أو طائفية، مشددة على وحدة البلاد وسيادة الدولة على كامل أراضيها.
خلفية المقترح وتبعاته
جاء المقترح من أطراف كردية ترى أن تكوين تكتل عسكري خاص ضمن الجيش يُمكن أن يسهم في تعزيز حقوقهم السياسية والإدارية ضمن الدولة السورية. إلا أن الحكومة اعتبرت هذا التوجه خطوة تقود إلى تقويض مبادئ الوحدة الوطنية وتفتح الباب أمام نزعات انفصالية محتملة.
من جهتها أكدت مصادر رسمية أن الجيش السوري بني على أساس وطني يهدف إلى حماية جميع السوريين دون تمييز، مضيفة أن أي مبادرات تهدف إلى تمييز جماعة أو عرق بعينه ضمن الجيش تُعد مخالفة للدستور والمبادئ التي تأسست عليها الدولة السورية.
التوترات بين الأكراد والحكومة
يشكل هذا الرفض حلقة جديدة في العلاقة المعقدة بين الحكومة السورية والقوى الكردية التي تسعى لتحقيق حكم ذاتي موسع في شمال وشرق البلاد. وقد سبق للأكراد أن لعبوا دورًا رئيسيًا في محاربة تنظيم “داعش”، بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ما عزز نفوذهم على الأرض وأعطاهم ثقلاً سياسياً وعسكرياً.
ويسعى الأكراد إلى ضمان تمثيل أكبر داخل مؤسسات الدولة، وسط مخاوفهم من تقليص مكتسباتهم مع استعادة الحكومة سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد. وقد دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة الحوار بين الطرفين لتجنب أي تصعيد جديد قد يعيد إشعال النزاع.
مستقبل العلاقة بين الأكراد ودمشق
بينما ترفض الحكومة أي تنظيم عسكري مستقل داخل الجيش، يشير مراقبون إلى أن هذه القضية ستظل جزءًا من المفاوضات الأوسع بشأن شكل الدولة السورية ومستقبل المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. ومع غياب توافق سياسي شامل، يبقى التوتر بين الطرفين مرشحاً للتصعيد في المرحلة المقبلة.