خنوع رسمي ودعم أمريكي يشجّعان نتنياهو على مزيد التوسّع الإستيطاني
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي،عزمه ضم غور الأردن إذا فاز في الإنتخابات العامة المقررة الأسبوع المقبل.
وقال في خطاب بثته قنوات التلفزيون الإسرائيلية مباشرة: “اليوم أعلن عزمي، بعد تشكيل حكومة جديدة، تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت”.
وقد أثارت تصريحات نتنياهو، ردود فعل قوية إقليميا ودوليا،حيث أعربت منظمة التعاون الإسلامي إدانتها بأشد العبارات ما أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأكد الأمين العام للمنظمة ، يوسف بن أحمد العثيمين، أن المنظمة ستعقد اجتماعاً استثنائياً على مستوى وزراء الخارجية، بطلب من المملكة العربية السعودية، لبحث هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، واتخاذ الإجراءات السياسية والقانونية العاجلة للتصدي لهذا الموقف العدواني.
وحذرت الأمم المتحدة، نتنياهو من خطته بضم غور الأردن في الضفة الغربية، ولفتت إلى أن هذه الخطة لن يكون لها “أساس قانوني دولي”.
وصرح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بأن “موقف الأمين العام كان دائما واضحا، وهو أن اتخاذ خطوات أحادية لن يساعد عملية السلام”.. من جهته، حذر الإتحاد الأوروبي،أمس الأربعاء من أن التعهد الإسرائيلي يقوض فرص السلام في المنطقة.
وقال متحدث باسم الإتحاد، إن “سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها بما في ذلك في القدس الشرقية غير قانونية بموجب القانون الدولي، واستمرارها والإجراءات المتخذة في هذا السياق تقوض إمكانات حل الدولتين وفرص السلام الدائم”.
من جانبها وصفت تركيا الوعد الإنتخابي لنتنياهو ونيته ضم منطقة غور الأردن في الضفة الغربية بالوعد “العنصري”.
وبعيدا عن لغة التنديد والإستنكار التي لاتعيرها قوات الإحتلال اهتماما يذكر،مثلما دأبت على ضرب القرارات الدولية عرض الحائط بدعم أمريكي صريح، وفي ظل العجز العربي الرسمي،تمضي قوات الإحتلال في مخططها التوسعي، ووضع نتنياهو حتى قبل مجيئه إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية ، قضم الأراضي الفلسطسنية وبناء المستوطنات اليهودية الموضوعَ الأول على جدول أعماله.
ومنذ تبادل الرسائل عام 2004 بين بوش الإبن وشارون ، كان هناك تفاهم ضمني بينهما على أن اسرائيل تستطيع دون نقاش أن تستمر في بناء ما يسمى الكتل الإستيطانية مهما كان عددها.
ومع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، ظهرت الإدراة الأمريكية بمظهر الداعم والمدافع عن التوسع الإستيطاني الإسرائيلي، مع التذكير في هذا المقام بما أشار إليه ترامب في أثناء حملته الإنتخابية من أن رئاسته ستكون هدية لإسرائيل وقاسية على الفلسطينيين، وأنه سينقل السفارة الأمريكية إلى القدس وسيعين سفيرا يدعم المستوطنات الإسرائيلية ولن يضغط من أجل محادثات سلام
, يُذكر أن المنطقة التي سيشملها الضم بغور الأردن، تمتدّ من عين البيضا وبردلة وكردلة في الشمال، حتى عين جدي في الجنوب، حيث توجد بها 25 مستوطنة يقطنها تسعة آلاف مستوطن من أصل 400 ألف في مستوطنات الضفة الغربية التي بنيت على أراضي الفلسطينيين البالغ تعدادهم 2.7 مليون نسمة. ويعتبر نتنياهو منطقة الأغوار مهمة لثلاثة أسباب، هي السيطرة على الموارد المائية، والزراعة المبكرة، وتنفيذ مشروع 2050، ومن ضمنه إقامة أكبر مطار في المنطقة، إلى الشرق من القدس المحتلة.
في خضم هذه التطورات ،يظل الفلسطينيون شبه محاصرين سياسيا ،خاصة من قبل الأنظمة العربية التي أقام عدد منها جسورا سرية مع إسرائيل،وفي ظل تبعية مفضوحة للسياسة الأمريكية في المنطقة..
ويبدو أن ترامب الذي شجع المحتلين على ضم الجولان ونقل سفارة بلاده إلى القدس،قد أعطى بذلك الضوء الأخضر نتنياهو للإيغال في سياسته التوسعية العدوانية،تمهيدا لتمرير صفقة قد تقضي على مساعي قيام دولة فلسطينية مستقلة.