خبراء يدعون دول أوروبا إلى وقف تعاملها مع تنظيم “الإخوان” وتصنيفه إرهابيا
أبوظبي-الإمارات-15-12-2021
تعتبر بريطانيا أهم الملاذات الآمنة لتنظيم ا”لإخوان”، وهناك الكثير من أعضاء التنظيم تمكنوا من تأسيس شبكة من العلاقات مع المنظمات الاجتماعية والخيرية.
وحذر خبراء وباحثون من خطورة تغلغل التنظيم في أوروبا، داعين إلى ضرورة فضح مخططاتهم ومنعهم من نشر أفكارهم الهدامة عبر تعزيز آليات المواجهة.
جاء ذلك في ندوة عقدها مركز “تريندز” للبحوث والاستشارات، مساء أمس الثلاثاء، عبر الإنترنت، بعنوان “الإخوان على المستوى الدولي: غموض المواقف وإجراءات المواجهة”.
وشارك في الندوة مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين في حركات الإسلام السياسي، وأدار فعالياتها الدكتور نصر محمد عارف أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي شدد على أهمية الندوة في كشف أغراض “الإخونجية” في أوروبا، وفضح مخططاتهم وأهمية منعهم من نشر أفكارهم الهدامة.
وتضمنت الندوة عدة محاور رئيسية: وضع “الإخونجية” في ظل إدارة جو بايدن، وأوروبا واستراتيجيات مواجهة الإخونجية، وتداعيات الوضع الأفغاني على مستقبل حركات الإسلام السياسي، وحالة “الإخونجية” والملاذات المحتملة لهم في العالم.
استهلت فعاليات الندوة الدكتورة جيليان كينيدي، المحاضرة في السياسة والعلاقات الدولية بجامعة ساوث هامبتون البريطانية، في ورقة عمل بعنوان “الملاذات المحتملة لـ”الإخوان” في العالم”.
وذكرت أنه على مدى عقود، سعى التنظيم إلى ملاذات محتملة في أوروبا أو الأمريكتين. ومع ذلك، فر عدد كبير منهم عام 2013 إلى تركيا والمملكة المتحدة.
وقالت كينيدي إن بريطانيا من أهم الملاذات الآمنة للتنظيم، وهناك كثير من أعضاء الجماعة يعيشون فيها، وقد تمكنوا من تأسيس شبكة من العلاقات مع المنظمات الاجتماعية والخيرية.
بدوره، قال كونستانتين شرايبر، مذيع الأخبار في تلفزيون “أيه آر دي الألماني”: إن ألمانيا تضم 1500 من أهم عناصر التنظيم، حيث أسسوا مواقع إخبارية وشبكات علاقات اجتماعية واسعة ومؤسسات بأنشطة متنوعة، واستطاعوا بذلك التأثير في شرائح عديدة من المجتمع الألماني باسم الدين الإسلامي.
وأكد شرايبر أن التنظيم يستخدم المساجد والمراكز الإسلامية في ألمانيا لنشر الأفكار الظلامية وتجنيد الشباب الألماني عبر الندوات والمحاضرات والدروس التي يلقونها بصفة دورية، وكل ذلك بهدف نشر أيديولوجية الجماعة واستمالة أكبر قدر ممكن من الفئات إليهم لكي يقتنعوا بأفكارهم ويؤمنوا بأهدافهم وتوجهاتهم.
وفي سياق متصل، قال الدكتور رامي عزيز، الباحث في معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية بإيطاليا، إن نشاط “الإخوان” في أوروبا بدأ منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث بدأوا في تشكيل تحالفات وجمعيات ومؤسسات صارت النواة الأساسية لجذب العديد من العناصر،وفي مطلع القرن العشرين بدأ “الإخوان” يتغلغلون في المجتمعات الأوروبية عبر تنظيم العديد من الأنشطة الجاذبة لمختلف الفئات، ولاسيما الشباب.
وشدد رامي عزيز على أهمية أن تعظّم أوروبا من جهودها في مكافحة التنظيم، والعمل على نطاق أوسع لتجفيف منابع تمويل تيارات الإسلام السياسي كافة، إضافة إلى ضرورة وقف تعامل الدول الأوروبية مع تنظيم “الإخوان” وتصنيفه على أنه إرهابي، والتفرقة بين التنظيم، والدين الإسلامي الذي هو براء من هذا الفصيل وأفعاله وتوجهاته وسلوكياته العدائية.