خامنئي يجدد رفضه التفاوض مع واشنطن محذرًا من “خطأ استراتيجي”
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/948462.jpeg.webp?resize=780%2C470&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 07/02/2025
جدد المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الجمعة، موقفه الرافض لأي مفاوضات مع الولايات المتحدة، معتبرًا أن الدخول في حوار مع واشنطن سيكون “غير حكيم” في ظل ما وصفه بالتجارب السابقة التي أثبتت “عدم جدوى” الاتفاقات معها. وقال خامنئي، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: “ينبغي ألا تتفاوضوا مع حكومة كهذه”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة سبق أن “قوضت وانتهكت ومزقت” الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في إشارة إلى انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات مشددة على إيران.
خلفيات الموقف الإيراني
تعكس تصريحات خامنئي استمرار السياسة الإيرانية الرافضة للحوار المباشر مع الولايات المتحدة، رغم الضغوط المتزايدة على طهران بسبب برنامجها النووي وتصاعد التوترات الإقليمية. وتتمسك القيادة الإيرانية بموقفها الذي يرى أن واشنطن غير موثوقة، خصوصًا بعد تراجعها عن الاتفاق النووي، مما أدى إلى خسائر اقتصادية كبرى لطهران بسبب العقوبات الأميركية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه إيران تحديات متزايدة، من بينها القيود على صادراتها النفطية، وعودة العقوبات التي تستهدف قطاعات رئيسية في اقتصادها. كما أن التهديدات العسكرية المتبادلة مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، مثل إسرائيل، تزيد من تعقيد المشهد السياسي والدبلوماسي.
تداعيات الموقف الإيراني على مستقبل العلاقات مع الغرب
إصرار طهران على رفض التفاوض مع واشنطن قد يؤثر على أي محاولات محتملة لإعادة إحياء الاتفاق النووي، الذي دخلت إيران منذ أشهر في جولات مفاوضات غير مباشرة بشأنه مع القوى الأوروبية. ورغم المبادرات الدبلوماسية التي طرحتها بعض الأطراف، مثل الاتحاد الأوروبي، فإن الموقف الإيراني الحاسم يعكس رغبة في تعزيز أوراق الضغط قبل أي استئناف محتمل للحوار.
كما أن موقف خامنئي يشير إلى أن القيادة الإيرانية لا تزال ترى أن الحلول الدبلوماسية يجب أن تكون مبنية على ضمانات حقيقية، وليس مجرد وعود أميركية يمكن التراجع عنها لاحقًا. وهذا يعكس توجهًا استراتيجيًا داخل النظام الإيراني يقوم على تجنب “الرهان الخاطئ” على واشنطن، والتركيز على بناء تحالفات بديلة، لا سيما مع روسيا والصين، لمواجهة الضغوط الغربية.