خاص: خبايا اللقاء السري بين السراج و الافريكوم بتونس
علمت ستراتجييا نيوز من مصادر عليمة ان المدعو اسامة الجويلي آمر المنطقة العسكرية الغربية في ليبيا ورجل المهمات الصعبة كما يلقبه رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ، قد وصل أمس الاثنين 26اغسطس/اوت 2019 الى تونس مع منتصف النهار ،ليصل بعده مباشرة في طائرة خاصة قادمة من لندن فايز السراج ثم المدعو طاهر السني من القاهرة لعقد اجتماع عاجل وسري غير معلن مع المدعو محمد المهدي الشريف قائد أركان قوات السراج الإرهابية و بعدها ينظم الى هذا الوفد الرفيع المستوى محمد الحداد آمر المنطقة العسكرية الوسطى و الذي دخل الى تونس بصورة سرية جدا و يشار إلى أن محمد الحداد التقى باسامة الجويلي الذي ترك موقعه و "هرب" الى تونس و منها كانت الكثير من الخسائر في صفوف المليشيات غريان .
وقالت مصادرنا ، ان الزيارة غير المعلنة تتم وسط تعتيم إعلامي ليبي ودولي كبير خاصة و أنها جاءت في ظروف صعبة تمر بها قوات الوفاق المدعومة من تركيا وقطر وبعد خاسرات كبرى تكبدتها في الأيام القليلة الماضية دفعت بعشرات المسلحين الى تسليم أسحلتهم للجيش الوطني الليبي والاستسلام في منطقة غريان التي كانت تحت سيطرة مليشيات السراج كما ان الجيش في الايام الماضية قد كثف القصف الجوي للمخازن و المعدات الحربية لحكومة المليشيات .
وأفادت مصادر ستراتيجيا نيوز، ان الاجتماع قد يكون بخصوص التحضير لعملية عسكرية كبرى في ليبيا الأيام المقبلة مع الافريكوم خاصة بعد مع الإنهاك الكبير لقوات السراج والخسائر الفادحة في الدخيرة و المعدات التي تزعج من يدعمه في الخارج ومن يسعى الى إطالة الصراع والحرب ومواصلة “قتل الدولة في ليبيا بمختلف مؤسساتها ومنشاتها لنهب ثرواتها “.
وللإشارة كان الجويلي قد صرح ان زيارته لتونس تأتي بسبب ظرف صحي اثر وعكة صحية ألمت به وفق قوله، في مقابل تحدثت مصادر آخري عن هروب للجويلي من المنطقة التي يقودها في الغرب اثر تقدم الجيش و خاصة القصف لكل قاعات العمليات و لكل المخازن الذخيرة وبعد تسجيل اخلالات كبيرة وسط قواته التي تتجه اغلبها نحو الاستسلام .
وغير بعيد عن نفس السياق، قالت مصادر ستراتيجيا نيوز ان قائد الافريكوم الجنرال ستيفن تاونسند قد طالب رسميا بلقاء عاجل مع السراج في تونس بسبب الظروف الميدانية التي لا تسر حكومة الحشد المليشياوية و خاصة ان مليشيات السراح ميدانيا قد خسرت العديد من المواقع الهامة و كذلك خسرت مخازن الذخيرة التي قصفها الجيش العربي الليبي.
ولفت ذات المصادر الى ان اللقاء المنتظر اليوم الثلاثاء 27 اوت 2109، جاء لتحذير المليشيات عن طريق السراج و الجويلي من أي محاولة تحاك في الخفاء للهجوم على سجن معتيقة الذي يضم اكثر من 400 ارهابي و بعض عناصر من تنظيم حركة حماس الفلسطينية.
وكان الافريكوم قد حذّر من اطلاق سراح هؤلاء الارهابيين من السجن المذكور نتيجة أي ضغوطات من ميليشيات البقرة و المليشيات الإرهابية المنضوية تحت الوفاق لا ن ذلك سيواجه تدخل مباشر ضدهم .
وأطلقت قوات خليفة حفتر هجوماً على مدينة غريان التي خسرتها قبل شهرين. وتأتي هذه التطورات في ظلّ إنهاك عسكري تعيشه قوات السراج قد يحدّ من سقف طموحاتها تجاه المدينتين الأهم في سياق حرب العاصمة طرابلس.
ويذكر ان السفير الأمريكي الجديد لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند قد قدم امس الاثنين 26 اوت 2019 أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني الليبية، محمد سيالة للبدء في ممارسة مهمته الدبلوماسية من تونس.
كما عملت مصادرنا انه من المتوقع ان يلتقي السراج بالسفير الامريكي الجديد لمناقشة آخر التطورات و الاتفاقيات التي سيبرمها السراج مع الافريكوم .
وفي أول تصريحات له، أكد نورلاند في رسالة وجهها لليبيين أن “بلاده ستشارك بقوة في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، من خلال التفاوض والحل الوسط، وأنه يريد توسيع اتصالاته بين الليبيين كافة، وخاصة الشباب حسب تعبيره.
وأوضح السفير الجديد أن “مهمته في ليبيا هي العمل مع الأطراف كافة، من الغرب والشرق والجنوب لتشكيل دولة موحدة، يمكنها تحقيق الاستقرار والرخاء في أنحاء البلاد كافة”.
وجاءت خطوة تعيين سفير جديد بعد سنتين من اكتفاء واشنطن بتعيين “قائم بالأعمال” في ليبيا، ليطرح تساؤلات من قبيل: هل تغيرت نظرة واشنطن الدبلوماسية للملف الليبي؟ وما خطوات السفير الجديد؟
و ما هي خلفيات لقاء السراج باسامة الجويلي و محمد الحداد و قائد أركان قوات السراج محمد المهدي الشريف بتونس؟
و ما هي الاتفاقيات التي أبرمت بينهم البارحة بنزل الضاحية الشمالية بتونس العاصمة “قمرت”؟ و أي تنازلات سيقدمها السراج للافريكوم؟
و هل ستثبت في الأيام القادمة رواية انشأ قاعدة عسكرية للافريكوم في الغرب الليبي؟
ويبحث السراج عن الحصانة العسكرية بعد أن تأكد ان المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي قد تلقّى الدعم غير المباشر العسكري و ،وهو في حالة تأهب وتقدم لضرب مخازنه العسكرية، علما وان الافريكوم قد قدّم عرضا للسراج لتقديم الدعم العسكري و إقامة قاعدة عسكرية غرب ليبيا..
وبهذا العرض يتوقع ان تكون كل من فرنسا و ايطاليا و الولايات المتحدة الامريكية مشاركة كمنظمة لا كدول ،علما و ان السراج سيضع حفتر في مأزق كبير وفي مواجهة مباشرة مع الافريكوم التي تسعى لاقامة القاعدة العسكرية بتعلة الدعم وايجاد الحل الذي سينهي الازمة والصراع.
وعلمت ستراتيجيا نيوز ان السراد قد قدّم العديد من التنازلات للافريكوم ليضمن لنفسه البقاء باعتباره الوحيد الشرعي و المعترف به دوليا،بالاضافة الى الانطلاق في ابرام العقود التي لن يحاسب عليها لانه رئيسا للحكومة و يصعب الغائها في المستقبل.
فما هي التنازلات و العقود الذي ابرمها السراج مع الافريكوم و كيف ستتورط كذلك تونس و المغرب باعتبارهم اعضاء في الافريكوم؟