حكم اردوغان لزوال لمحالة ….
وسط مؤشرات خطيرة و تراجع هائل في الحريات ومؤشر الديمقراطية والتدخل في شؤون الدول واعتقال المعارضين والمناوئين، يُنظر إلى مستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمزيد من الريبة، فتركيا التي يملأها الخوف من المستقبل في مقابل رئيس مريض"بجنون العظمة"، لا يبدو أن مستقبل رئيسها سيكون مشرقا، مثلما توقع كل من أّيّد السياسي العثماني الاخواني الذي يطمح لحكم العالم و الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط عبر إضعافها و إخضاعها لسلطانه بأذرعه الاخوانية و تدخله في الشؤون الداخلية للدول.
و يتوقع الكثير من المحللين و المهتمين بالشأن التركي بان نهاية اردوغان كرئيس للدولة لن يخرج عن3 سيناريوهات، فإما السجن أو الإعدام أو المنفى.
تراجع مؤشر الحريات في تركيا
“مستقبل الحريات في تركيا بات مهددا فكل مُعبر مصيره السجن او التعذيب” و تلفيق الملفات و الابتزاز و حتى يصل الى التصفية الجسدية، منظمة مراسلون بلا حدود في تقرير لها لسنة 2012 والذي اثأر جدلا واسعا وصل لحد تهديد القائمين عليها من الجهاز السري لاردوغان، وصفت الوضع في أنقرة بأكبر سجن في العالم للصحفيين والمدونين والحقوقيين والمدنيين، حيث تمتلئ السجون التركية بسجناء حريات التعبير و في المقابل يتشدق اردوغان بشعبويته المعهودة باتهام دول عربية بأنها دكتاتورية و انه سيتدخل مباشرة لإرساء الديمقراطية كما هي في بلده و هذا يعتبر من مفارقات الكبرى و التناقضات التي تبرز بشخصية اردوغان.
وفي سنة 2018، أسقط مؤشر فريدوم هاوس للحريات ترتيب تركيا إلى ذيل القائمة، فانضمت إلى روسيا وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا، و تركيا بلد صاحب” جنون العظمة” اسقط بلده و نفسه في أخر المواقع و هو الذي يريد ان يظهر ظهور الإبطال و يكون نموذج الإخوان و لكنه لن يكون نموذجا في العالم و لن يدخل للاتحاد الأوربي لتورطه بسوريا و العراق و ليبيا و خاصة بما يفعله بمعارضيه من اعتقالات و تنكيل و سجون و تصفيات.
وكما هو الحال في الأنظمة الاستبدادية المتعسفة في العالم، فإن الأتراك يخشون من كلمة خاطئة أو نكتة عابرة يمكن أن تؤدي إلى الاستجواب أو الاعتقال أو السجن او القتل بجلطة دماغية او جرعة دواء إضافية.
15عاما من حكم اردوغان والوضع في انقرة في أسوأ حالاته ، ،حيث أصبح البلد العلماني الذي بناه مصطفى كمال اتاتورك مصدرا للتطرف والرجعية والعنف الايديولوجي و هذا بفضل الاخواني المافيوزي اردوغان.
مصطفى كمال أتاتورك الذي حاول قطع العمل على الفصل بين الدين والسياسة وبناء دولة القانون والأعراف هو مؤسس تركيا الحديثة وبطلها القومي، مشروع هدمه اردوغان ليؤسس لمشروع الإخوان المسلمين.
ارتفاع معدل الجريمة
شهدت تركيا السنوات الأخيرة جرائم مروعة وأخرها جريمة تناولتها كل الصحف العالمية وعنونتها ب”أمي لا تموتي” هذه الجريمة التي راحت ضحيتها امرأة وقع ذبحها في مقهى عمومي على يد طليقها في مدينة اسطنبول ليتعهد رجب طيب أردوغان بإعادة العمل بعقوبة الإعدام إذا أقره البرلمان.
وذكرت صحيفة ديلي حرييت التركية قول اردوغان ، “كل شيء متوقع من الدولة.. إنهم يصرون على عقوبة الإعدام وأنا، بصفتي رئيسا، أقول إنني سوف أوافق على عقوبة الإعدام إذا أقرها البرلمان”، مضيفا أنه لديه “الموقف نفسه” بشأن هذه المسألة”.
و ما يعرف على اردوغان استغلاله للفرص بظهوره الشعبوي و في هذه الجريمة بالذات قرر الاستفادة من الغضب الشعبي و السخط الكبير، من أجل إعادة العمل بعقوبة الإعدام، لكن ذلك لم يشف غليل الأتراك الذين غردوا عبر المواقع الاجتماعية” ارحل اردوغان”
وعند الحديث عن الجريمة في تركيا ،لا بد من الإشارة إلى جريمة مقهى اسطنبول العام الفارط والتي وراح ضحيتها 39 شخصا وجرح 69 آخرون، فى حين سجلت جرائم الأسلحة النارية زيادة بنسبة 28% خلال 2017 مقارنة بـ2016، وظلت جرائم السلاح تحقق ارتفاعا ملحوظا من 2013 وحتى نهاية 2017 بنحو 61%”.
كما احتضنت الأراضي التركية “3 آلاف و494 جريمة باستخدام أسلحة نارية خلال العام الماضي، ونتج عنها إصابة 3 آلاف و529 شخصا ومقتل 2000 و187 شخصا”،وفق إحصائيات رسمية نشرتها اديلي ميلي البريطانية.
تركيا بلد مصدّر للارهاب
تركيا هذا البلد المتعثر أصبح يعرف بأزمات سياسية واقتصادية لا نهاية لهاو ذلك جراء سياسات اردوغان الاستبدادية بلد لا يتوقف عن تمويل ودعم الإرهاب وتغذيته في المنطقة العربية و خاصة بلدان الشرق الأوسط و ليبيا الذي أصبح يزودها بالإرهابيين و يزودها بالسلاح و يدهم المليشيات المسلحة، فقد أضحت تريا و بفضل اردوغان الحاضن الأول بعد قطر للجماعات الإرهابية بل بوابة عبور للمسلحين الراغبين فى الجهاد المزعوم في سوريا، مانحا إياهم مظلة حماية مالية ولوجيستية و خاصة دعم السلاح، وقد سمحت بمرور ألاف التونسيين والليبيين والمغاربة و جنسيات مختلفة للقتال في سوريا و العراق و ها هي اليوم تؤمن عودتهم إلى بلدانهم الأم و “تفرغهم” بحرا و جوا في ليبيا.
هذا الاخواني الخطير المتغطرس لا يزال يرتكب الجرائم ضد شعبه و ضد الأكراد و ضد جيرانه و الدول العربية و يتدخل في الشؤون البلدان العربية بكل وقاحة، وهذا الاخواني الخطير المنبطح مع الإرهاب والإرهابيين باتت فترة حكمه معدودة و نهايته قريبة و ربما تكون مأسوية.
أخر استطلاعات الرأي في تركيا بينت تراجع مكانة اردوغان وتراجع الدعم و مما يؤكد ذلك أخر انتخابات بلدية والتي فازت فيه المعارضة، رغم إصراره على إعادتها رافضا “جرح الخسارة والتراجع ” في اكبر بلديات تركيا خاصة بلدية اسطنبول بما تحمله من رمزية، فمن خسرها قد أعلن بداية نهايته.
اردوغان الداعم للميليشيات في ليبيا ولحكومة فايز السراج غير الشرعية وفق الشعب الليبي، يواصل اليوم تدمير ليبيا وسرقة ثرواتها مستغلا الوضع غير المستقر والحرب ، متناسي ان الزمن يمر بسرعة وانه سيحاسب على جرائمه وتقسيمه لليبيين .
“الخليفة العثماني”، لم يدعم ميليشيات السراج فقط بالأسلحة والذخيرة والمال والإرهابيين بل تدخل مباشرة و أصبحت لجنرالاته غرف عماليات عسكرية بطرابلس و قادوا الطائرات المسيرة و ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية و مدينة غريان لا تزال شاهدة عليه. كذلك لا ننسى تدخله السافر في سوريا، بل كانت له تجربة” قاسية ” في سوريا أين تلقّى الضربة القاصمة والخسارة الموجعة بعد تحرير دمشق واسترجاع 90 بالمائة من أراضيها التي كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية…و ستتواصل الخسارات و الهزائم والضربات الى ان ينتهي هذا الاخواني المغرور و سيحاسبه ابناء الشعب التركي و التاريخ ..
اردوغان يخسر رفاق حزبه
في الثمان من شهر يوليو/جويلية2018 ، تفاجأ الرئيس التركي باستقالة نائب رئيس وزراء تركيا السابق علي باباجان ،من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه بسبب خلافات عميقة حول توجه الحزب، معلنا ان انقرة بحاجة لرؤية جديدة عكس تلك التي ينتهجها اردوغان.
واستقالة باباجان وهو حليف سابق لأردوغان لا تشكل استثناء في مشهد سياسي واقتصادي يزداد قتامة في تركيا مع إصرار الرئيس بالتفرد بالحكم ووضع كل منتقديه في سلّة الأعداء بمن فيهم حلفاؤه هذا الذي سيعجل بنهايته المأسوية.
وتؤكد استقالة باباجان معلومات سابقة عن شروخ عميقة في حزب العدالة والتنمية وانقسامات حادة تشق صفوف إسلاميي تركيا.
أحمد داوود أغلو رئيس الوزراء التركي الأسبق وهو الأخر الحليف الوثيق لاردوغان، سبق وان وجّه انتقادات شديدة لحزب العدالة والتنمية بعد هزيمة الحزب المؤلمة في انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول والتي تعتبر على نطاق واسع نيذر شؤم لأردوغان على مستوى البلاد.
اردوغان وحيد
يتوقع متابعون للشأن التركي أن يرتفع عدد القافزين من سفينة أردوغان في ظل انقسامات عميقة وشروخا عمقتها سياسة الرئيس الحالي.
ويخوض الرئيس التركي المعروف بخطاباته الشعبوية الركيكة معارك على أكثر من جبهة محلية ودولية لتعزيز موقعه، لكنها أدخلت تركيا في أزمات اقتصادية وسياسية عميقة.
وتشير الانشقاقات والانقسامات في صفوف إخوان تركيا إلى تفكك المشروع الاخواني الذي يقوده أردوغان والذي خسر الكثير من حلفائه على رأسهم الرئيس السوداني السابق عمر البشير الذي عزله الجيش في أفريل/نيسان 2019 إضافة إلى فشل إسلاميي موريتانيا في الانتخابات الأخيرة وقبلها فشل حكم الإخوان في مصر. و تنافس إخوان تونس على “كرسي الأستاذة” و طمع راشد الغنوشي بزعامة تنظيم الإخوان و افتكاك هذا المنصب من اردوغان، فإخوان تونس أصبحوا يتآمرون على اردوغان.
ويجد الرئيس التركي نفسه وحيدا بعد هيمنة طويلة على الحكم وتدخلات خارجية وترت العلاقات الدبلوماسية مع الشركاء الأوروبيين ومع الحليف الأمريكي، إلا أنه يصرّ على العناد والمكابرة في التعاطي مع الأزمات متعددة الرؤوس التي أغرق فيها تركيا.
اقتصاد تركي منهار
يعاني الاقتصاد التركي من حالة ركود وهددت الولايات المتحدة حليفة تركيا في حلف شمال الأطلسي، بفرض عقوبات إذا مضى أردوغان في شراء منظومة دفاع صاروخي روسية لان اردوغان معروف بهوسه و حبه الكبير لاقتناء الأسلحة لان طموحه السيطرة على منطقة الشرق الأوسط و ربما فيما بعد تهديد امن إسرائيل و هذا ما يعلمه جيدا الاسرائليون و البيت الأبيض كذلك اردوغان معروف بنكثه للعهود و بهذا و في كل مرة يدخل في أزمة سياسية مع الأمريكان.
التهديدات أثرت على العملة الرسمية التركية “الليرة” التي ظلت عامين كاملين وهي تتخبط و في أسوأ حالاتها، وسط غضب شعبي تركي من هذا الانحدار والتقهقر. أزمة الليرة التركية المركبة وضعت اردوغان في عنق الزجاجة، بين غضب شعبي عميق من جانب و صفعة أمريكية قاتلة من جانب أخر .
تركيا تزداد فسادا
كشف مؤشر الفساد الدولي الصادر في جانفي/يناير 2018 تفاقم الفساد في تركيا، وسط مخاوف من أن تؤدي قبضة الرئيس رجب طيب أردوغان الحديدية إلى تفاقم الظاهرة في البلاد و ان كل المؤشرات تدل على أن الجماعة المقربة منه و حتى ابنه متورط في الفساد المالي و استغلال النفوذ و غيرها من مظاهر الفساد و الاحتكار و الصفقات المشبوهة و خاصة التعاون و التعامل مع المافيا تجار السلاح و المخدرات و تجارة البشر.
وبحسب موقع “أحوال” التركي، فإن الفساد عاد إلى الارتفاع مجددا في البلاد، خلال العام الماضي، بعدما تراجع بشكل محدود منذ سنة 2013.
ويرى متابعون، أن محاربة الفساد على نحو ناجع تتطلب جهازا قضائيا قويا ومستقلا، وهذا الأمر غير متاح حاليا في تركيا التي تتعرض لانتقادات حقوقية مستمرة بسبب تسريح آلاف الأشخاص من وظائفهم أو إدخالهم السجن بمجرد الشك في صلتهم برجل الدين فتح الله غولن.
وأحدثت نزعته الاستبدادية داخل حزبه وخارجه حالة من التململ لدى أعضاء بارزين في حزب العدالة والتنمية ودفعت شقا منهم للبحث عن بديل قد يكون جبهة سياسية جديدة معارضة لأردوغان ستعمل على إعادة ترميم الشروخ التي أحدثها في العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي وتوحيد الإسلاميين ضمن مشروع إعادة هيكلة ومراجعة تقطع مع النهج السابق ومن ضمنه التدخلات الخارجية.
بعد كل هذه المؤشرات أي مستقبل لاردوغان في تركيا،علما وان أسوأ فترات تركيا كانت في عهد حكمه ؟؟