«حزب الله» يصعّد باستهداف حيفا في محاولة لتعزيز الردع أمام إسرائيل
قسم الاخبار الدولية 07/10/2024
في خطوة تحمل رسائل تصعيدية، قصف «حزب الله» اللبناني مدينة حيفا بصواريخ موجهة، في إطار التصعيد المستمر مع إسرائيل. الهجوم يأتي في توقيت حرج وسط تزايد التوترات العسكرية بين الجانبين، ويُنظر إليه على أنه محاولة من «حزب الله» لاستعادة قوة الردع بعدما صعّدت إسرائيل من ضرباتها على مواقع الحزب في لبنان.
تفاصيل الهجوم
أكدت مصادر إعلامية إسرائيلية أن عدداً من الصواريخ التي أطلقها «حزب الله» استهدفت مدينة حيفا، بما في ذلك مرافق حيوية وصناعية. ورغم أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تمكنت من اعتراض بعض الصواريخ، إلا أن الهجوم ألحق أضراراً مادية في عدد من المواقع، وأسفر عن إصابة بعض المدنيين بجروح طفيفة.
الهجوم الأخير يأتي بعد أيام من استهداف «حزب الله» مناطق عسكرية إسرائيلية قرب الجولان ومواقع استراتيجية في شمال إسرائيل، ضمن إطار تصاعد عمليات الحزب العسكرية ضد إسرائيل في محاولة لتوسيع نطاق الاشتباكات خارج الحدود اللبنانية.
الرسائل الكامنة
يحمل الهجوم على حيفا في طياته عدة رسائل، أبرزها أن «حزب الله» يسعى إلى تصعيد المواجهة مع إسرائيل وإعادة توازن القوى من خلال تكثيف ضرباته على أهداف إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة. ويبدو أن الحزب يهدف إلى فرض معادلة ردع جديدة بعد أن كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع الحزب والبنى التحتية في جنوب لبنان والبقاع.
ولم تتأخر إسرائيل في الرد على هذا الهجوم، إذ نفذ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت مواقع لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، بما في ذلك مناطق يُعتقد أنها تحتوي على مخازن أسلحة وقواعد لإطلاق الصواريخ. وقد أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن العمليات الجوية تأتي كجزء من حملة أوسع تستهدف القضاء على قدرة الحزب على مواصلة هجماته.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الهجوم على حيفا لن يمر دون رد قوي، مشيراً إلى أن الجيش يدرس خيارات تصعيدية أكبر، من بينها توسيع العمليات العسكرية لتشمل أهدافاً أوسع داخل لبنان، مما يزيد من احتمالات تفاقم الصراع.
الأبعاد الإقليمية
التصعيد الأخير بين «حزب الله» وإسرائيل يحمل أبعاداً إقليمية واسعة، خاصة في ظل المناخ السياسي المتوتر في المنطقة. العديد من الدول تراقب بحذر هذا التصعيد، خصوصاً أنه قد يشعل صراعاً أوسع يشمل قوى إقليمية أخرى. إيران، التي تدعم «حزب الله»، لم تُخفِ دعمها للحزب في مواجهة إسرائيل، في حين أن الدول الغربية تشدد على ضرورة التهدئة وتجنب المزيد من التصعيد.
في المقابل، تأتي هذه التطورات في وقت حساس يتزامن مع المحادثات النووية الإيرانية-الأميركية، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع ويضع مزيداً من الضغوط على القوى الدولية للتدخل ومنع الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة.
السيناريوهات المستقبلية
مع استمرار التصعيد العسكري، يبدو أن كلا الجانبين – «حزب الله» وإسرائيل – يتجهان نحو مواجهة أوسع، إذ يتبادل الطرفان الهجمات بشكل متزايد. رغم المحاولات الدولية للتهدئة، تشير المؤشرات الحالية إلى أن الصراع قد يستمر لفترة أطول، مع احتمالية اندلاع معارك أكثر عنفاً إذا لم يتم احتواء الموقف قريباً.
في هذا السياق، يعتمد كثيرون على جهود الوساطة الدولية التي قد تلعب دوراً محورياً في تخفيف حدة التوتر، لكن حتى الآن، يبدو أن لغة التصعيد هي التي تسيطر على المشهد.