أخبار العالمالشرق الأوسط

حزب الله يؤكد دعمه لغزة ويستعرض الأبعاد الاستراتيجية لعملية “طوفان الأقصى”

قسم الأخبار الدولية 07/10/2024

في تطور جديد يعكس تصاعد التنسيق بين قوى المقاومة في المنطقة، أعلن حزب الله اللبناني عن دعمه الميداني لقطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر، مؤكداً على أهمية “طوفان الأقصى” في تغيير قواعد الاشتباك. جاء هذا التصريح في بيان صدر عن الحزب، أشار فيه إلى أن العملية الفلسطينية ضد إسرائيل تعتبر نقطة تحول استراتيجية في الصراع الإقليمي، معتبراً أنها وضعت إسرائيل في حالة من التخبط العسكري والسياسي.

أوضح حزب الله أن دعمه لغزة يتمثل في إسناد ميداني وتكتيكي على أكثر من جبهة، مؤكداً على التعاون الوثيق بينه وبين فصائل المقاومة الفلسطينية. كما تحدث الحزب عن العمليات العسكرية التي نفذها ضد مواقع إسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة، بالتزامن مع التصعيد في قطاع غزة. وأشار إلى أن هذه الهجمات تأتي ضمن استراتيجية لتخفيف الضغط عن غزة وتشتيت الجبهة الإسرائيلية على عدة محاور.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كثف حزب الله عملياته الحدودية، مستهدفاً مواقع عسكرية إسرائيلية عدة في مناطق الجليل والجولان. وقد أثارت هذه العمليات قلقاً إسرائيلياً واسعاً، وسط مخاوف من اندلاع حرب على جبهتين.

يرى حزب الله أن “طوفان الأقصى” لم يكن مجرد عملية عسكرية تقليدية، بل شكلت تحولاً استراتيجياً في طريقة إدارة المقاومة الفلسطينية للصراع مع إسرائيل. بحسب الحزب، فإن هذه العملية نجحت في إحداث صدمة كبيرة للجيش الإسرائيلي، حيث استهدفت نقاط حساسة داخل إسرائيل، وأجبرت القيادة الإسرائيلية على إعادة تقييم خططها العسكرية والدفاعية.

يشير البيان إلى أن العملية أدت إلى نتائج غير مسبوقة على مستوى المعنويات، سواء بالنسبة للمقاومة أو لإسرائيل. فقد تراجعت ثقة المجتمع الإسرائيلي في قدرة جيشه على حماية الداخل، بينما ارتفعت معنويات المقاومين في غزة والضفة الغربية، مدفوعةً بالنجاحات المتواصلة للعملية.

حزب الله أشار إلى أن إسرائيل تعيش اليوم في حالة من التخبط الداخلي، سواء على المستوى السياسي أو الأمني. ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه ضغوطاً كبيرة نتيجة استنزافه على جبهات متعددة، إضافة إلى الصعوبات التي تواجهه في التعامل مع الهجمات الصاروخية المتواصلة من غزة. كما أضاف البيان أن إسرائيل تجد نفسها في مواجهة غير متكافئة مع فصائل المقاومة، التي تعتمد على استراتيجيات جديدة في استهداف المواقع الإسرائيلية.

من جهة أخرى، تحدث الحزب عن الآثار النفسية والاجتماعية التي خلفتها العملية، حيث تعاني المدن الإسرائيلية من موجة نزوح كبيرة، بالتزامن مع تزايد الشعور بعدم الأمان في ظل استمرار الهجمات. هذه الظروف، وفقاً لحزب الله، تضعف قدرة إسرائيل على إدارة الصراع وتزيد من احتمالية دخولها في مواجهات مفتوحة على أكثر من جبهة.

عملية “طوفان الأقصى” ألقت بظلالها على المشهد الإقليمي، حيث بات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي محوراً أساسياً في التجاذبات الدولية والإقليمية. حزب الله أكد أن هذه العملية عكست قدرة محور المقاومة على التأثير في المعادلات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تعد قادرة على حسم الصراعات لصالحها كما كانت تفعل في السابق.

وفي هذا السياق، أشار البيان إلى أن الردود الدولية، خاصة تلك الصادرة عن الدول الداعمة لإسرائيل، لم تفلح في إحداث أي تغيير على الأرض، بل أضافت مزيداً من التعقيد للأزمة. وأكد الحزب أن دعم الدول الغربية لإسرائيل يساهم في تأجيج الصراع ولا يساعد في الوصول إلى حل.

مع استمرار المواجهات وتصاعد الهجمات المتبادلة، أكد حزب الله أن المرحلة المقبلة قد تحمل مزيداً من التصعيد، حيث سيواصل محور المقاومة تنفيذ عملياته على مختلف الجبهات. كما أشار إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى خطوات أكثر عدائية نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية، محذراً من أن أي محاولة لتوسيع نطاق الحرب ستؤدي إلى تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها.

في الختام، شدد حزب الله على التزامه الكامل بدعم المقاومة الفلسطينية في معركتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن “طوفان الأقصى” هو نموذج يمكن البناء عليه في المستقبل لتوسيع دائرة المقاومة وإضعاف قدرة إسرائيل على فرض هيمنتها في المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق