حزب العمال الكردستاني يتخذ خطوة مفصلية نحو إنهاء تمرده المسلح بعد أربعة عقود من القتال

قسم الأخبار الدولية 09/05/2025
أنهى حزب العمال الكردستاني مؤتمرًا استثنائيًا عقده بين 5 و7 مايو الجاري في مناطق الدفاع المشروع بشمال العراق، اتخذ خلاله قرارات وُصفت بـ”التاريخية” من بينها التوجه لحلّ نفسه، تنفيذًا لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان المعتقل منذ 1999. وقد أعلنت وكالة فرات للأنباء المقربة من الحزب الجمعة نجاح المؤتمر، مؤكدة أن نتائجه المفصلة ستُعلَن في القريب العاجل.
واستند المؤتمر إلى نداء أوجلان الذي وجهه في 27 فبراير/شباط الماضي، داعيًا إلى نزع سلاح الحزب وإنهاء مسيرته المسلحة التي استمرت أكثر من 40 عامًا. وسبق أن ردّ الحزب إيجابًا على تلك الدعوة مطلع مارس/آذار، معلنًا وقفًا فوريًا لإطلاق النار، في إشارة إلى استعداد فعلي لتحول جذري في استراتيجيته.
ورغم استمرار مناوشات محدودة في شمال العراق، حيث يحتفظ الحزب بوجود عسكري في جباله، فإن إعلان وقف القتال ونيّة الحل يفتحان الباب أمام حقبة جديدة للصراع الكردي التركي الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 40 ألف شخص منذ اندلاعه عام 1984. وقد صنّفت تركيا، إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وشنت ضده عمليات متواصلة داخل أراضيها وخارجها.
وفي أولى ردود الفعل السياسية، رحب حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب التركي المؤيد للأكراد بهذه التطورات، معتبرًا الخطوة “مهمة” نحو إنهاء الصراع، بحسب ما أعلنته المتحدثة باسم الحزب أيسيغول دوغان في تصريح صحفي. وأضافت دوغان أن “الفرصة التاريخية يجب أن تُستثمر لصالح الحوار والسلام”، داعية إلى خطوات سياسية وقانونية تعزز المصالحة الدائمة.
وعلى مدى عقود، فشلت محاولات السلام السابقة، بما فيها اتفاق وقف إطلاق النار بين 2013 و2015، وسط توتر دائم وتصعيد عسكري. لكن المؤتمر الأخير وما تبعه من قرارات تفتح المجال أمام اختبار جديد لجدية الطرفين — الحزب والحكومة التركية — في إنهاء أطول صراع مسلح في البلاد المعاصرة، والذي طالما كان معقدًا بتشابكات إقليمية وأمنية.
يبقى أن يُراقب المراقبون ما إذا كانت الحكومة التركية ستبادر بدورها بخطوات مقابلة، بما فيها مراجعة السياسات الأمنية، والبحث في آلية شاملة لدمج منسوبي الحزب، وفتح قنوات حوار سياسي مع الأطراف الكردية الأخرى داخل تركيا.