أخبار العالمإفريقيا

حركة الشباب تقتحم بلدة عدن يابال الاستراتيجية وسط الصومال والجيش ينسحب إلى مواقع دفاعية

سيطر مقاتلو حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، فجر الأربعاء، على بلدة عدن يابال الواقعة وسط الصومال، في هجوم مفاجئ شكّل ضربة موجعة للجيش الصومالي الذي كان يعتمد على البلدة كمركز لوجستي وعسكري رئيسي في عملياته ضد التنظيم، بحسب ما أفاد به قادة عسكريون وشهود عيان.

وأكد مصدر عسكري ميداني في منطقة أدالي المجاورة، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن القوات الحكومية نفذت “انسحاباً تكتيكياً” من مواقعها داخل عدن يابال، مشيراً إلى أن “حركة الشباب باتت الآن داخل البلدة، بينما تمركزت القوات المسلحة خارجها في وضع دفاعي”.

وبدأت المعارك عند الساعة الخامسة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي، حيث شنّ المسلحون هجومهم بواسطة شاحنات تحمل قاذفات صواريخ، قبل أن يتوغلوا داخل وسط المدينة. ولفت النقيب محمد علي، أحد ضباط الجيش الصومالي، إلى أن الهجوم كان “يائساً”، لكن التنظيم نجح في اختراق دفاعات الجيش مستفيداً من عنصر المباغتة.

وتقع عدن يابال على بعد نحو 220 كيلومتراً شمال العاصمة مقديشو، وتُعد قاعدة مركزية للجيش في عملياته ضد مسلحي حركة الشباب في منطقتي شبيلي الوسطى وهيران، ما يجعل سقوطها تطوراً عسكرياً خطيراً في الصراع الدائر.

ورغم تمكن الجيش، بدعم من قوات الاتحاد الأفريقي، من طرد الحركة من هذه البلدة في ديسمبر 2022 ضمن عملية عسكرية واسعة، فإن الهجوم الأخير يشير إلى قدرة التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه وشن هجمات خاطفة حتى في المواقع المحصنة.

وكان الرئيس حسن شيخ محمود قد زار البلدة قبل أسابيع، والتقى قادة عسكريين فيها لمتابعة سير العمليات العسكرية ضد الحركة، إلا أن الهجوم الحالي أثار مخاوف من احتمال تجدد نفوذ الجماعة المتشددة، خاصة بعد محاولة سابقة استهدفت موكبه في مقديشو خلال مارس الماضي.

وتسعى الحكومة الصومالية، بدعم دولي من بعثة الاتحاد الأوروبي و”الاتحاد الأفريقي”، إلى تعزيز قدرات قواتها الأمنية من خلال برامج تدريب وتسليح متواصلة، لكن تصاعد وتيرة هجمات حركة الشباب في مناطق استراتيجية يسلط الضوء على التحديات التي تواجه البلاد في القضاء على أحد أخطر التنظيمات الإرهابية في شرق أفريقيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق