حرب كازامانس المنسية وعودة التوتر
دكار-السنغال-10-02-2021
جدد الجيش السنغالي،مؤخرا، هجماته في منطقة كازامانس جنوبي البلاد، فيما اتهم الانفصاليون السلطات السنغالية بإحياء النزاع الذي أوقع آلاف القتلى منذ 1982.
ومنذ بداية العملية العسكرية بالمنطقة في 26 يناير الماضي، سمع دوي إطلاق نار في زيغنشور، أكبر مدن كازامانس، الواقعة على الحدود مع غينيا بيساو، وفق شهادات نقلتها الصحافة السنغالية.
وأكد سكان قرى حدودية في غينيا بيساو، سماع أصوات انفجارات قوية الأربعاء الماضي على الناحية السنغالية من الحدود، حيث توجد معسكرات للمتمردين في الغابات.
وتحدث مسؤول عسكري سنغالي كبير نهاية يناير، “شن عملية في قطاع غابة بيلاس ضد الجماعات المسلحة”.
وأضاف أن العملية تهدف إلى “دعم وتأمين السكان حتى يتمكنوا من القيام بأنشطتهم في هدوء، في الوقت نفسه، نحارب الأنشطة غير المشروعة مثل تجارة الأخشاب و القنب الهندي”.
من جهتها، اتهمت الحركة المتمردة داكار، في منشور على موقعها الإلكتروني بـ”إشعال الحرب مرة أخرى في كازامانس”.
ومنطقة كازامانس تفصلها غاباتها عن غينيا بيساو جنوبا وعن غامبيا شمالا، وهي من بين المناطق الأكثر خصوبة في السنغال، إلا أنها ظلت المنطقة الأكثر اضطرابا في البلاد.
وقد سقطت القواعد الرئيسية للجبهة الجنوبية لحركة القوى الديمقراطية في كازامانس،وتحول ميزان القوى لصالح الجيش السنغالي، وتراجع المتمردون في اتجاه الغرب في مجموعات صغيرة تحمل أسلحة وأمتعة لمواصلة القتال في أماكن أخرى.
وفي الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي، كانت نيران المدفعية موجهة أساسا إلى هذا الملاذ.
ويقاتل انفصاليو كازامانس منذ عام 1982 من أجل استقلال المنطقة الجنوبية من السنغال.
وكان وزير الدولة السنغالي الأسبق روبير سانيا، الذي يتولى حاليا رئاسة “مجموعة التفكير حول السلام في كازامانس” قد صرح في أكتوبر 2020 بأن “الحرب قد انتهت في كازامانس”.
وأشار حينها إلى أن عودة السلام تتجلى بشكل أكثر وضوحا في محافظة بينيونا المتاخمة لغامبيا، والتي لوحظت فيها عودة بعض مقاتلي القوى الديمقراطية لكازامانس إلى قراهم الأصلية بدعم من الاتحاد الأوروبي ورئيس الدولة، وحصلوا على علاوات للتمكن من مواصلة اندماجهم.