ثورة الجامعات الأميركية نصرة لغزة تمتد… بايدن غير مرحب به في حفلات التخرج
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 27-04-2024
بينما تتواصل الاحتجاحات دعماً لفلسطين في الجامعات الأميركية، كلية مورهاوس تتعرض لانتقادات على خلفية دعوتها بايدن إلى إلقاء خطاب الشهر المقبل، ورئيسة جامعة كولومبيا تواجه ضغوطاً جديدةً بسبب استدعائها الشرطة لقمع المحتجين.
تتواصل الاحتجاحات الداعمة لفلسطين المحتلة وغزة في أكثر من 50 جامعة أميركية، حيث تتزايد تحرّكات الطلاب المندّدة بالدور الأميركي المحوري في استمرار حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.
وأدى دعم الرئيس الأميركي، جو بايدن، لـ”إسرائيل” إلى دعوات غاضبة تطالب بإلغاء خطابه المقرّر في احتفال التخرج في كلية مورهاوس بمدينة أتلانتا في ولاية جورجيا، يوم الـ19 من مايو المقبل.
وكلية مورهاوس هي كلية تاريخية للأميركيين من أصل أفريقي، وقد تخرّج منها مارتن لوثر كينغ جونيور، أحد أبرز رموز الحركات المطالبة بالحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة.
وأثار الإعلان عن الخطاب المقرّر لبايدن رد فعل عنيفاً فورياً من طلاب الكلية وأعضاء هيئة التدريس فيها، حيث بدأوا الاستعدادات للاحتجاج المحتمل خلال الخطاب.
وصاغ خريجو مورهاوس، بعد وقت قصير من الإعلان، رسالةً تدعو الكلية إلى إسقاط خطاب التخرج لبايدن، بسبب دعمه “إسرائيل”.
ومما جاء في الرسالة: “من خلال دعوة الرئيس بايدن إلى الحرم الجامعي، تؤكد الكلية معياراً قاسياً مفاده أنّ التواطؤ في الإبادة الجماعية لا يستحق عقوبةً من المؤسسة التي خرّجت أحد أبرز المدافعين عن اللاعنف في القرن العشرين“.
وتابعت: “إذا لم تتمكن الكلية من تأكيد هذا التقليد النبيل للعدالة من خلال إلغاء دعوتها للرئيس بايدن، فعلى الكلية أن تعيد النظر في ارتباطها بالدكتور كينغ“.
وأعرب الناشطون وطلاب الكلية عن مشاعر خيبة أمل وغضب تجاه الكلية بسبب دعوة بايدن، موجهين انتقادات لاذعة إلى إدارتها، وواصفين دعوتها بـ“العمل غير الأخلاقي“.
وفي تعليقات رداً على المنشور الذي أعلنت فيه الكلية دعوة بايدن، رأى أحد الناشطين أنّ بايدن “يستغل الأميركيين من أصل أفريقي من أجل التغطية على الغضب تجاه دعمه الإبادة في غزة”.
وتساءل الناشط، متوجهاً إلى إدارة الكلية: “أين هي كرامتكم؟
لقد تحايل بايدن على الكونغرس من أجل تسليح إسرائيل في أثناء الإبادة الجماعية، وأنتم تريدونه هنا؟“.
ودعا الطلاب إلى تنظيم احتجاج ومقاطعة خطاب الرئيس والخروج من الاحتفال، والانضمام إلى آلاف المتظاهرين في الجامعات ضدّ الإبادة الجماعية الإسرائيلية المدعومة أميركياً.
رئيسة جامعة كولومبيا أمام ضغوط جديدة بعد استدعاء الشرطة لقمع محتجين
رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية، نعمت شفيق، تواجه بدورها ضغوطاً جديدةً، إذ وجّهت لجنة الإشراف في الجامعة انتقادات حادة لإدارتها، بسبب قيامها بقمع احتجاجات داعمة للفلسطينيين فيها.
وانتقد عدد كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومراقبين من خارج جامعة كولومبيا شفيق، بسبب استدعائها شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي من أجل فضّ اعتصام بالخيام، أقامه متظاهرون اعتراضاً على الحرب الإسرائيلية على غزة.
وبعد اجتماع استمر ساعتين، وافق مجلس الجامعة على قرار خلص إلى أنّ إدارة شفيق قوّضت الحرية الأكاديمية، وتجاهلت الخصوصية وحقوق الإجراءات القانونية الواجبة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، من خلال استدعاء الشرطة وإنهاء الاحتجاج.
وورد في القرار أنّ ثمة “مخاوف جدية بخصوص احترام الإدارة للحوكمة المشتركة والشفافية في عملية صنع القرار بالجامعة”.
لكن المجلس، الذي يتألف في معظمه من أعضاء هيئة التدريس وغيرهم من الموظفين بالإضافة إلى عدد قليل من الطلاب، لم يذكر اسم شفيق في قراره، حيث تجنّب استخدام “اللغة الأكثر قسوةً”، المتمثلة في توجيه اللوم المباشر إليها.
ونصّ القرار أيضاً على تشكيل فريق عمل، قال إنّه سيراقب “الإجراءات التصحيحية” التي طلب المجلس من الإدارة اتخاذها في أثناء التعامل مع الاحتجاجات.
رئيسة الجامعة لم تردّ فوراً على القرار، وهي لم تحضر الاجتماع الذي عُقد، الجمعة، على الرغم من كونها عضواً في المجلس.
وزعم المتحدث باسم جامعة كولومبيا، بن تشانغ، أنّ الإدارة (المتمثّلة بشفيق) تشترك مع مجلس الجامعة في الهدف نفسه، وهو “إعادة الهدوء إلى الحرم الجامعي، وأنّها تلتزم الحوار المستمر”.
يأتي كل ذلك بعدما ألقت الشرطة القبض على أكثر من 100 شخص خلال الأسبوع الماضي، حيث أزالت الخيام من الحديقة الرئيسية لحرم الجامعة في مانهاتن بولاية نيويورك. وعلى الرغم من ذلك، عاد المتظاهرون ونصبوا الخيام من جديد.
يُذكر أنّ رئيسة جامعة كولومبيا تولت مهامها في هذا المنصب في يوليو الماضي. وفي الـ9 من أكتوبر الماضي، أي بعد يومين على بدء ملحمة “طوفان الأقصى”، أصدرت بياناً أبدت فيه دعمها للاحتلال، حيث دانت هجوم المقاومة على “إسرائيل”.
وفي نوفمبر، علّقت الجامعة عمل مجموعتين طلابيتين داعمتين لفلسطين، بحجة انتهاكهما السياسات التي تقضي بالحصول على إذن ومهلة 10 أيام قبل تنظيم أي فعالية.
وبعد اندلاعها في الولايات المتحدة، اتسعت الاحتجاجات الطلابية في الجامعات إلى دول أخرى، حيث شهدت أستراليا وفرنسا وبريطانيا تظاهرات مشابهة، دعماً لفلسطين والمحتجين الأميركيين، الذين تعرّضوا للقمع على يد الشرطة في عدة ولايات.
وفي تونس، دعا الاتحاد العام للطلبة إلى تنظيم تظاهرات طلابية، دعماً للحركة الطلابية في الجامعات الأميركية والأوروبية. كما دعا إلى إقامة يوم وطني للتضامن مع فلسطين في جميع الجامعات.
وفي لبنان أيضاً، دعا “تجمّع الجامعيين الأحرار” إلى وقفة تضامنية تشمل كل الجامعات، نصرةً لفلسطين، ودعماً لصمود أهل غزة، موجهاً التحية إلى الطلاب المنتفضين في الولايات المتحدة وأوروبا.