تململ في أغلب بلدان العالم ورغبة في تعديل النظام العالمي
بكين-الصين-13-3-2023
يؤشر الاتفاق السعودي الإيراني الذي تم برعاية صينية، إلى التململ الذي يسود أغلب بلدان العالم ضد سطوة القطب الواحد ورغبة أغلبية هذه البلدان في تعديل النظام العالمي، بعدما تسبب نظام هذا القطب في تدمير العديد من الدول وتشريد الشعوب خاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي اقتات عليها الغرب لسنوات كما فعلت أوروبا في إفريقيا لعقود طويلة..
وقد فتح الاتفاق بين إيران والسعودية -برعاية صينية- الأبواب أمام مرحلة هامة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة التي عبثت بها الولايات المتحدة بتنسيق مع العنصريين الصهاينة المحتلين، ومساعدة أتباعها الضعفاء من الحكام الأوروبيين .
وكان انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بمثابة الخطوة الأولى نحو تغيير النظام العالمي وإرساء قواعد جديدة للعلاقات الدولية، والتي تبعها العديد من الأحداث التي رسخت هذا التوجه.
ويشير عديد الباحثين والخبراء في العلاقات الدولية إلى أن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا كانت بمثابة ولادة النظام العالمي الجديد، فيما يعتبر الاتفاق الموقع بين إيران والسعودية برهانا على تغير كبير بشأن العلاقات الدولية، وتشكل تحالفات جديدة وإن كانت قائمة على الجوانب الاقتصادية إلا أنها بمثابة محور التنمية والاستقرار والسلام في مقابل المحور الغربي الذي استفاد طويلا من تغذية الصراعات في المنطقة.
وبحسب الخبراء فإن التكتل الذي تحضر فيه روسيا والصين وإيران وربما تنضم إليه في وقت لاحق، العديد من الدول الشرق أوسطية والافريقية، يعزز عملية تغيير النظام العالمي والعلاقات الدولية، التي يرى الخبراء أنها تقوم على أساس اقتصادي في المقام الأول.
يرى المحلل الاستراتيجي اللبناني وسيم بزي، أن الخطوة التي قامت بها الصين لها تداعياتها العالمية الهامة، بالنظر لما تمثله السعودية وإيران من إمكانات وكتلة اقتصادية وثروات وحضور في عالم الطاقة.
ويتفق الجميع على أن حضور الصين لم يعد مقتصرا على المستوى الاقتصادي ،كما كان في السابق،وأنها
انخرطت بشكل قوي على المستوى السياسي لتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة، ليتعزز الدور الروسي والصيني في صياغة العلاقات الدولية من جديد بما يحقق مطالب العديد من شعوب العالم.
ويوضح بزي أن الرعاية الصينية للاتفاق بين إيران والصين، تشي بأن الصين تتوسع في نفوذها العالمي في مناطق شديدة الحساسية بالنسبة للغرب وواشنطن، بالإضافة إلى إيران التي تشكل عقدة تاريخية لواشنطن، وتعد بمثابة ضربة مزدوجة للغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة.