تقرير: الديمقراطيون يحققون فوزًا واسعًا في أول اختبار انتخابي بعهد ترمب وصعود زهران ممداني إلى رئاسة بلدية نيويورك

قسم الأخبار الدولية 05/11/2025
حقق الحزب الديمقراطي الأميركي انتصارًا لافتًا في أول انتخابات تُجرى منذ عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، حيث اكتسح مرشحوه ثلاثة سباقات انتخابية رئيسية من بينها رئاسة بلدية نيويورك التي فاز بها النائب السابق زهران ممداني، ليصبح أول مسلم يتولى هذا المنصب في تاريخ المدينة.
جاءت نتائج الانتخابات لتمنح الحزب الديمقراطي دفعة معنوية قوية بعد شهور من التراجع والانقسام الداخلي، إذ تمكن ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا والمنتمي إلى الجناح التقدمي للحزب، من هزيمة الحاكم الديمقراطي السابق آندرو كومو الذي خاض السباق كمستقل. ويُعد فوز ممداني تتويجًا لمسار سياسي صاعد بدأه من صفوف النشطاء المحليين إلى أن أصبح أحد أبرز الوجوه اليسارية الجديدة في الولايات المتحدة.
وفي ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، فازت الديمقراطيتان أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل بفارق مريح في سباقَي حاكم الولايتين، ما أكد استمرار قدرة الحزب على حشد الناخبين في المناطق ذات الميول المعتدلة. واعتُبرت هذه الانتخابات اختبارًا مبكرًا لموقف الناخبين من إدارة ترمب بعد تسعة أشهر فقط على عودته إلى الحكم، في ظل أجواء سياسية محتقنة بسبب الإغلاق الحكومي والخلافات بين الكونغرس والبيت الأبيض.
وركز المرشحون الديمقراطيون على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، مثل القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة، ودعم التعليم والرعاية الصحية، بينما وعد ممداني بفرض ضرائب على الشركات الكبرى والأثرياء لتمويل سياسات اجتماعية طموحة تشمل النقل المجاني ورعاية الأطفال وتجميد الإيجارات. وأثار برنامجه مخاوف في الأوساط المالية بوول ستريت التي عبّرت عن قلقها من تولي “اشتراكي ديمقراطي” قيادة العاصمة الاقتصادية للعالم.
من جانبه، هاجم الرئيس ترمب نتائج الانتخابات ووصف ممداني بأنه “شيوعي”، معتبرًا أن الخسائر التي لحقت بالجمهوريين تعود إلى غيابه عن بطاقات الاقتراع. كما كرّر مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات في كاليفورنيا بعد أن صوّت الناخبون هناك لصالح توسيع صلاحيات المشرعين الديمقراطيين في إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية.
ويرى مراقبون أن فوز الديمقراطيين في هذه الانتخابات الجزئية يعكس رغبة شريحة واسعة من الأميركيين في تحقيق توازن داخل المشهد السياسي، لكنه لا يضمن للحزب التفوق في انتخابات التجديد النصفي المقبلة عام 2026، إذ لا تزال استطلاعات الرأي تُظهر انقسامًا واضحًا بين الجمهوريين والديمقراطيين حول توجهات المرحلة المقبلة.



