تفاقم الوضع الإنساني في السودان وحصيلة ضحايا”كارثية”
قسم الدراسات والعلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية 19/07/2024
أشار “مرصد شباب من أجل دارفور” لحقوق الإنسان حديثا الى أنّ الحصيلة الإجمالية لضحايا الحرب في السودان منذ بدايتها في شهر أبريل من عام 2023 قد وصلت الى ما يقارب 4907 مدنيا بين قتلى وجرحى.
من جهتها ذكرت بعثة الأمم المتحدة إلى أنّه في الربع الأول من عام 2024 قتل 468 مدنيا من جنوب السودان.
كما أشار المرصد الى أنّ 1411 شخصا لقو حتفهم بينهم 97 طفلا و16 امرأة حامل، وبلغ عدد الجرحى بإصابات متفاوته 3496 مدنيا، بينهم 794 كان إصاباتهم خطيرة حيث بترت أطرافهم.
كما تعرّضت الكثير من المنشآت الحيوية والمنازل في عديد الولايات الى التدمير الكامل جرّاء القصف المدفعي العشوائي الذي نفذته قوات الدعم السريع بحسب ما أشار إليه المرصد.
مشيرا إلى “الدعم السريع باستهداف المناطق والمدن بهدف القتل والتهجير القسري للمدنيين وتشريدهم من منازلهم، وممارسة أعمال النهب والسرقة والتخريب للبنى التحتية”.
كما أضاف المرصد “المجتمع الدولي والفاعلين في مجال حقوق الإنسان، مناهضة انتهاكات الدعم السريع ضد المدنيين وإصدار إدانة صريحة تجاه تلك الجرائم الشنيعة والتي لم تُـراعِ فيها المواثيق والأعراف الدولية للحرب بعدم التعرُّض للمدنيين”.
وختم المرصد بدعوة “الهيئات الحقوقية والمؤسسات العدلية الدولية لمواصلة جهودها في ملاحقة الدعم السريع قضائياً وصولاً لمحاسبة قادتهم وأعوانهم وفرض عقوبات رادعة عليهم
في نفس الإطار، أعلنت بعثة الأمم المتحدة إلى جنوبي السودان مقتل “468 مدنياً في اشتباكات مسلحة بين شهري كانون الثاني/يناير وآذار/مارس الماضيين”، مشيرة إلى أن “حوادث العنف” لا زالت مستمرة.
كما أفادت أيضاً بتعرّض 328 شخصا الى جروح، واختطاف 70 شخصاً، وتعرض 47 مديناً للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع” خلال الفترة عينها.
وأوضحت في نفس السياق “هذه الاعتداءات نفذتها ميليشيات مجتمعية ومجموعات الدفاع المدني. كما ارتفع عدد حوادث العنف بنسبة 24% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي”، وأضافت أن “ولاية واراب النائية (شمالي غرب جنوب السودان) هي الأكثر تضرراً”.
من ناحية اخرى، أفادت البعثة بشكل إيجابي إلى تراجع عمليات الاختطاف والعنف الجنسي، مقارنة بالربع الأخير من عام 2023، بنسبة 30% و25% على التوالي.
بدوره، شدّد مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، على “الضرورة الملحة لعمل جماعي تقوم به السلطات الوطنية، الحكومية والمحلية، بالإضافة إلى قادة المجتمعات والسياسيين الوطنيين، من أجل حل المظالم القائمة منذ فترة طويلة سلمياً، ولا سيما مع اقتراب أول انتخابات في جنوب السودان”.
ويُذكر أن الانتخابات التي تعتبر الأولى في تاريخ البلاد من المقرر أن تجرى في 22 ديسمبر المقبل، بعد عرقلة حصولها لعديد المرات.
ويعتبر الوضع في جنوب السودان كارثيا كارثيا منذ 13 عاما من استقلاله، حيث يعاني الكثير من الأزمات التي أدت الى عدم الاستقرار وانتشار العنف بنسب كبيرة بسبب تأثيرات الحرب الأهلية بين الخصمين، وأدّى ذلك أيضا الى نزوح 400 ألف شخص خلال خمسة سنوات.
ورغم أن اتفاق السلام الموقع ينص على مبدأ تقاسم السلطة ضمن حكومة وحدة وطنية إلاّ أنّه ظلّ صوريا وجعل الوضع في البلاد يزداد تأزما.
=
“.