تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصينية تخطو بقوة في سوق الشرق الأوسط

قسم الأخبار الدولية 06-03-2025
“إذا لم تدخل السوق الدولية، فأنت خارج المنافسة!” هذه العبارة أصبحت شعارا يعكس واقع المنافسة التكنولوجية العالمية. وفي هذا الإطار، نجح مؤتمر “ليب 2025″، أكبر حدث تقني في الشرق الأوسط، والذي عُقد مؤخرا في الرياض، في جذب الشركات التكنولوجية الصينية العملاقة مثل وندرشار للتكنولوجيا وهواوي وتنسنت ولينوفو، بالإضافة إلى شركة “ديب سيك” التي تسارع خطواتها نحو التوسع الدولي، خاصة في سوق الشرق الأوسط.
وفي ظل التطور الكبير لصناعة الذكاء الاصطناعي في العالم، أصبح دخول الشركات الصينية إلى السوق الدولية اتجاها عاما. وفي عام 2025، برزت الشركات الصاعدة الصينية في قطاع المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف خارج البلاد، لتصبح قوة مؤثرة على مسرح الذكاء الاصطناعي الدولي.
وخلال فعاليات “ليب 2025″، عرضت شركة وندرشار للتكنولوجيا مجموعة من الحلول البرمجية المبتكرة، مثل برنامج الفيديو “وندرشار فيلمورا” وبرنامج الرسم “وندرشار إيدراوماكس/وندرشار إيدراوميند” وبرنامج تحرير الملفات “وندرشار بي دي أف إيليمينت”، بالإضافة إلى تقديم حل برمجي إبداعي متكامل لمشكلة الترقية الرقمية في سوق الشرق الأوسط، ما أظهر القوة الابتكارية للشركات الصينية في مجال الإبداع الرقمي للمستخدمين.
وتعزيزا للبنية التحتية والابتكار الرقمي إقليميا، أعلنت شركة تينسنت كلاود عن استثمارها 150 مليون دولار لإطلاق أول منطقة سحابية لتينسنت كلاود في الشرق الأوسط من السعودية مدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي.
وبدورها، أعلنت شركة علي بابا كلاود عن إطلاق برنامج تمكين الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعاونها مع أكاديمية طويق لتدريب المواهب الوطنية في التقنيات المتقدمة، والمساهمة في تشكيل مستقبل رقمي مبتكر ومستدام.
وخلال فعاليات “ليب 2025″، تم الإعلان أيضا عن تشغيل “ديب سيك” عبر مراكز بيانات “أرامكو ديجيتال” بالدمام، ما يمثل اختراقا جديدا في التوسع الدولي للذكاء الاصطناعي الصيني.
لا يقتصر هذا التعاون على كونه مجرد توسع إقليمي لـ”ديب سيك”، بل يعد أيضا جزءا رئيسيا من استراتيجيتها للانتشار العالمي. وتشتهر الشركة بنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر وتقنيات التدريب الفعالة ومنخفضة التكلفة، مما يجعلها شريكا مثاليا للمؤسسات والحكومات.
وأشار خبراء الصناعة إلى أن استخدام “ديب سيك” لمراكز بيانات أرامكو السعودية سيمكنها من تحسين تخطيط قدراتها الحاسوبية، وترقية خدماتها، والوصول إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها من خلال المملكة العربية السعودية.
وعلاوة على ذلك، قد تجذب هذه الخطوة المزيد من الاستثمارات الدولية إلى “ديب سيك”، مما يعزز فرص التمويل المستقبلية وعمليات الدمج والاستحواذ الدولية.
تعد هذه الشركات الصينية نموذجا مصغرا لموجة التوسع الجماعي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الصينية في الأسواق العالمية. وفي ظل الطلب المتزايد على التحول الرقمي في الشرق الأوسط، من المتوقع أن يعزز توطين شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تطوير هذه التكنولوجيا في المنطقة، وفي الوقت نفسه يساعد على تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في مجال العلوم والتكنولوجيا.
المصدر: وكالة شينخوا