تصاعد التوترات في شمال سوريا: المسيّرات الكردية تزيد الضغط على الفصائل المدعومة من تركيا
قسم الأخبار الدولية 24/01/2025
شهدت منطقة الشمال السوري تصعيداً لافتاً في الأسابيع الأخيرة مع تكثيف القوات الكردية، وخصوصاً وحدات حماية الشعب (YPG)، لاستخدام الطائرات المسيّرة في استهداف مواقع “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا. وأفاد تقرير حديث بأن هذه العمليات باتت تشكل تهديداً متزايداً للفصائل المسلحة في المنطقة، مما يعكس تصعيداً جديداً في الصراع المستمر.
تكثيف الهجمات بالطائرات المسيّرة
تشير مصادر ميدانية إلى أن الهجمات بالطائرات المسيّرة استهدفت مراكز تجمعات وآليات تابعة للجيش الوطني السوري في مناطق عدة، بما في ذلك عفرين وتل أبيض. وأسفرت بعض هذه الضربات عن خسائر بشرية ومادية. وتُظهر هذه الهجمات تطوراً ملحوظاً في استراتيجية القوات الكردية، التي باتت تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا لضرب أهدافها.
في المقابل، أكد قادة ميدانيون في الجيش الوطني السوري أن هذه الهجمات تسببت في إرباك كبير داخل صفوفهم، مشيرين إلى ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية لمواجهة هذا النوع من التهديد. ومن جهتها، واصلت القوات التركية تقديم الدعم الجوي واللوجستي لحلفائها، بما في ذلك نشر أنظمة مضادة للمسيّرات على خطوط التماس مع المناطق الكردية.
أبعاد التوترات الإقليمية
يرى مراقبون أن تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة يعكس احتدام المواجهة بين تركيا والقوات الكردية، التي تصفها أنقرة بالإرهابية. وتعتبر هذه الهجمات جزءاً من معركة أوسع حول السيطرة على شمال سوريا، حيث تسعى كل جهة لتعزيز مواقعها في ظل غياب حل سياسي واضح.
ومع استمرار التصعيد، تثار مخاوف من اندلاع مواجهات أكبر في المنطقة، خاصة إذا قررت تركيا تنفيذ عمليات عسكرية جديدة للرد على الهجمات الكردية. ويعتمد مستقبل الوضع على مدى قدرة الأطراف الدولية، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا، على احتواء التوتر ومنع تحوله إلى نزاع شامل.
تعكس هذه التطورات تعقيد المشهد السوري المتشابك، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية مع النزاعات المحلية، ما يجعل من أي حل طويل الأمد تحدياً كبيراً.