أخبار العالمإفريقيا

تصاعد التوترات بين بوروندي ورواندا وسط اضطرابات شرق الكونغو وتحذيرات من مواجهة إقليمية محتملة

دخلت الأزمة الإقليمية في منطقة البحيرات العظمى منعطفًا جديدًا مع تصاعد التوتر بين بوروندي ورواندا، على خلفية النزاع الدائر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. فبعد سلسلة من الاتهامات المتبادلة، صعّد الرئيس البوروندي إيفاريست ندايشيمييه لهجته ضد رواندا، محذرًا من تداعيات “عدوان محتمل”، في خطوة قد تعيد ترتيب المعادلة الأمنية في المنطقة المضطربة.

تحذيرات بوروندية وتلويح بالتصعيد

خلال زيارته لمنطقة بوجابيرا الحدودية، وصف ندايشيمييه رواندا بأنها “جار سيئ”، مؤكدًا أن بوروندي لن تتردد في الرد على أي تهديد عسكري. ولم تكن هذه التصريحات مجرد تحذير دبلوماسي، بل ترافقت مع دعوة صريحة للمواطنين للاستعداد لأي تطورات، في إشارة إلى احتمال تفاقم النزاع إلى مواجهة مباشرة. كما أعاد الرئيس البوروندي التذكير بالصراعات التاريخية بين البلدين، ما يعكس مدى عمق الخلافات المتجذرة التي تتجاوز الأزمات السياسية الراهنة.

دور بوروندي في النزاع الكونغولي وتنامي المخاوف الإقليمية

يأتي التصعيد البوروندي في سياق دعم عسكري متزايد تقدمه قوات ندايشيمييه للجيش الكونغولي ضد متمردي “إم 23″، وهي جماعة مسلحة تتهمها كينشاسا بتلقي دعم من رواندا. ففي يناير الماضي، عززت بوروندي وجودها العسكري في الكونغو عبر إرسال كتيبة إضافية، ما يشير إلى تحول الصراع من كونه نزاعًا داخليًا إلى حرب بالوكالة بين قوى إقليمية.

اتهامات متبادلة وتأزم دبلوماسي

لم يقتصر الخلاف على الميدان العسكري، بل امتد إلى المشهد السياسي، حيث تتهم بوروندي رواندا بإيواء جماعات معارضة مسلحة، أبرزها “رد تابرا”، التي نفذت هجمات داخل الأراضي البوروندية. وعلى الرغم من نفي كيغالي لهذه الاتهامات، فإن التوتر بين البلدين ظل قائمًا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس البوروندي السابق بيير نكورونزيزا عام 2015، والتي ألقت بظلالها على العلاقات الثنائية.

في خطابه الأخير أمام السلك الدبلوماسي في 31 يناير، قال ندايشيمييه إن رواندا “تدبر شيئًا ضد بوروندي”، مؤكدًا أن حكومته لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي تهديد أمني. هذه التصريحات زادت من المخاوف بشأن احتمال نشوب مواجهة مباشرة، خاصة مع تزايد المؤشرات على انخراط قوى إقليمية أخرى في النزاع المتصاعد.

مخاوف من حرب بالوكالة وتدويل الصراع

مع استمرار التقدم العسكري لمتمردي “إم 23” في شرق الكونغو، تتزايد المخاوف من أن يمتد النزاع إلى دول أخرى في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تدخلات أجنبية واسعة. ويحذر مراقبون من أن احتدام الصراع قد يجر أطرافًا إقليمية إلى مواجهة مفتوحة، خاصة في ظل ارتباط الأمن القومي لكل من بوروندي ورواندا بالوضع في الكونغو.

في هذا السياق، تبقى المساعي الدبلوماسية السبيل الوحيد لتجنب انفجار الأزمة، لكن مع تصاعد الخطاب العدائي من الجانبين، يصبح من الصعب التنبؤ بمسار الأحداث في واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في أفريقيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق