تصاعد التوتر في كشمير يهدد بفتح «صندوق باندورا» النووي في جنوب آسيا

قسم الأخبار الدولية 28/04/2028
شهدت منطقة جنوب آسيا تصاعداً مقلقاً في التوترات، مع تزايد المخاوف من احتمال فتح ما يشبه «صندوق باندورا» النووي بسبب النزاع المتجدد في كشمير، المنطقة المتنازع عليها بين الهند وباكستان. ويشير مراقبون إلى أن امتلاك الهند، وباكستان، والصين مجتمعةً نحو 630 رأساً نووياً، وسط تنافسات سياسية وعسكرية متفاقمة، يجعل من هذه المنطقة إحدى أكثر بقاع العالم عرضة للانفجار النووي المحتمل.
وبينما تسعى الصين إلى رفع حجم ترسانتها النووية من 320 إلى 1500 رأس بحلول 2035، تزداد تعقيدات «مثلث الرعب النووي» الذي يجمعها بالهند وباكستان، خاصةً مع اشتداد مستويات العدائية التاريخية بين هذه الأطراف. ويُنظر إلى الهند والصين كمرتكزين أساسيين للنظام العالمي الجديد المرتكز ديموغرافياً على ثقلهما السكاني الهائل (أكثر من 36% من سكان العالم).
في هذا السياق، تحاول الصين تعزيز نفوذها الإقليمي عبر مشاريع كبرى مثل مبادرة «الحزام والطريق»، مستثمرةً نحو 60 مليار دولار في باكستان لربطها بميناء غوادار المطل على خليج عمان، ما يمنح بكين منفذاً استراتيجياً يخفف من قبضة القوات البحرية الأميركية على ممرات التجارة العالمية ويطوّق الهند بحرياً.
في المقابل، تواصل الهند تعزيز قدراتها العسكرية، لاسيما البحرية، عبر بناء حاملات طائرات جديدة وتنويع مصادر تسليحها من الغرب، مع الحفاظ على تراثها الدبلوماسي في عدم الانحياز. وتسعى نيودلهي أيضاً إلى تقويض نفوذ الصين عبر الانخراط في تحالفات جديدة، مثل الرباعية (كواد) مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، والمشاركة المحتملة في ممرات اقتصادية تربطها بأوروبا عبر الخليج.
دفع التوتر الأخير في كشمير، إثر عملية إرهابية، الهند إلى ردود فعل وصفت بالمبالغ فيها، لكنها تعكس في العمق تحولات جيوسياسية كبرى تعزز المخاطر الكامنة. ومع تعقيد المشهد الاستراتيجي وتشابك المصالح في جنوب آسيا، تبدو احتمالات انزلاق المنطقة إلى مواجهات كارثية أكثر واقعية من أي وقت مضى.