تصاعد التوتر التجاري بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن وسط تهديدات بالرد على الرسوم الجمركية
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/956935.jpeg.webp?resize=780%2C470&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 14/02/2025
دخلت العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مرحلة جديدة من التصعيد، بعدما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على الاتحاد الأوروبي “غير مبررة” ولن تمر دون رد حازم. وأكدت فون دير لاين أن هذه الرسوم لن تؤدي إلا إلى تفاقم التضخم وإلحاق الضرر بالعمال الأوروبيين، مشيرة إلى أن بروكسل مستعدة للتفاوض على اتفاقيات تضمن مصالح جميع الأطراف، لكنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما وصفته بـ”السياسات الحمائية”.
يأتي هذا التصعيد بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية متبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، في خطوة تعكس توجهاته الحمائية المتزايدة التي أثارت قلقاً واسعاً في العواصم الأوروبية. وذهب ترامب إلى حد وصف حلفاء الولايات المتحدة التجاريين بأنهم “غالباً أسوأ من الأعداء”، مؤكداً أن هذه السياسات قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار داخل السوق الأميركية.
في ظل هذا التوتر، تسعى بروكسل إلى تحصين اقتصادها عبر تعزيز الإنفاق الدفاعي، حيث أكدت فون دير لاين أنها تدعم تجاوز القواعد الصارمة للديون داخل الاتحاد الأوروبي، وهو توجه قد يفتح الباب أمام تغييرات جوهرية في السياسات المالية للتكتل.
أما فيما يتعلق بأوكرانيا، فقد شددت رئيسة المفوضية الأوروبية على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه لكييف، ليس فقط من خلال المساعدات العسكرية والاقتصادية، بل أيضاً عبر تسريع عملية انضمامها إلى التكتل، في خطوة تُعَد رسالة سياسية واضحة لموسكو. وأكدت فون دير لاين أن أوروبا ملتزمة بضمان “سلام عادل ودائم” لأوكرانيا، مع توفير ضمانات أمنية قوية.
يعيد تصاعد التوتر التجاري بين بروكسل وواشنطن إلى الأذهان مواجهات تجارية سابقة بين الجانبين، لكنه يأتي في سياق عالمي أكثر تعقيداً، حيث تواجه أوروبا تحديات اقتصادية بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، في حين تواصل الولايات المتحدة انتهاج سياسات حمائية قد تعيد تشكيل النظام التجاري العالمي.