ترمب يطالب بانتخابات جديدة في أوكرانيا ويصعّد هجومه على أوروبا وسط تحركات دبلوماسية متعثّرة

قسم الأخبار الدولية 10/12/2025
أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فتح الجدل حول مسار الحرب الروسية ـ الأوكرانية بعدما دعا، خلال مقابلة مع موقع «بوليتيكو»، إلى إجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا، معتبراً أن الوقت «أصبح مناسباً» لإعادة تشكيل الشرعية السياسية في كييف. ووجّه ترمب اتهامات مباشرة للحكومة الأوكرانية، مشيراً إلى أنها «تستغل الحرب لتأجيل الانتخابات»، في إشارة إلى قرار كييف تعليق الاستحقاقات الانتخابية منذ بدء الغزو الروسي، بحجة الظروف الأمنية وحالة الطوارئ.
وواصل ترمب توجيه انتقاداته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلاً إنه لم يطّلع على خطته لإنهاء الحرب رغم أنها مطروحة للنقاش منذ أيام، مضيفاً أن «كثيراً من الناس يموتون يومياً، وسيكون من الجيد أن يقرأها». وجاءت هذه التصريحات وسط حديث متزايد عن ضغوط داخلية في أوكرانيا تدعو لإيجاد مخرج سياسي للصراع بعدما دخل عامه الرابع، في وقت تتمسك فيه القيادة الأوكرانية برؤيتها القائمة على استعادة كامل الأراضي التي سيطرت عليها موسكو.
وخلال المقابلة نفسها، هاجم ترمب الاتحاد الأوروبي بحدة غير مسبوقة، واصفاً دوله بأنها «متحللة» وتقاد بـ«أشخاص ضعفاء»، في ما اعتبره مراقبون انعكاساً لرفضه المتكرر لتحميل واشنطن العبء الأكبر في تمويل الحرب. وتزامنت تصريحاته مع وجوده في البيت الأبيض إلى جانب عدد من القادة الأوروبيين لبحث مستجدات المعارك ودور الغرب في دعم كييف، وذلك في اجتماع حمل طابعاً طارئاً مع اقتراب فصل الشتاء الذي عادة ما يقيّد العمليات الميدانية.
وتأتي هذه التطورات بينما تستعد كييف لتقديم «نسخة منقحة» من مقترحاتها الخاصة بالسلام، في محاولة للاقتراب من صيغة يمكن طرحها على الدول الداعمة وعلى الطرف الروسي. وتشير مصادر دبلوماسية غربية إلى أن التعديلات ستتعلق ببنود تتصل بترتيبات الأمن الإقليمي، وآليات الإشراف الدولي، وتدرّج الانسحاب الروسي، وهي نقاط أثارت خلافات واسعة في الجولات السابقة.
ويُنظر إلى تصريحات ترمب الجديدة على أنها تعكس محاولة لإعادة رسم دور الولايات المتحدة في الأزمة الأوكرانية عبر دفع كييف نحو خيارات سياسية، في وقت توحي فيه المعطيات الميدانية بأن الطرفين عاجزان عن تحقيق انتصار حاسم. وبينما تُظهر موسكو تفوقاً عسكرياً في بعض الجبهات كما قال ترمب، تواصل أوكرانيا الاعتماد على الدعم الغربي للحفاظ على خطوط دفاعها، ما يضيف تعقيداً جديداً إلى مسار تسوية لم تنضج ظروفها بعد.



