أخبار العالمالشرق الأوسط

تركيا تندد بمحاولات إسرائيل لتوسيع حدودها عبر خطة مضاعفة سكان الجولان

وجهت تركيا انتقادًا شديدًا لإسرائيل بعد إعلانها عن خطة لزيادة عدد السكان الإسرائيليين في هضبة الجولان المحتلة، حيث اعتبرت أن هذه الخطة تأتي في إطار مساعٍ لإعادة رسم الحدود وتعزيز السيطرة على المنطقة بشكل غير قانوني. وأكدت أن التحركات الإسرائيلية تندرج في إطار “توسيع حدودها” على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وسكان الجولان السوريين.

تفاصيل خطة إسرائيل لتوسيع المستوطنات

تتضمن الخطة الإسرائيلية المعلنة إقامة آلاف الوحدات السكنية الجديدة في هضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وزيادة عدد المستوطنين اليهود في المنطقة بمعدل مضاعف. وتستهدف الخطة، التي قال مسؤولون إسرائيليون إنها تهدف إلى “تعزيز الأمن” في المنطقة، توطين ما يزيد عن 100 ألف مستوطن في الجولان بحلول عام 2040.

وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تعارضها الحكومة السورية بشدة، معتبرة إياها انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة، التي تعتبر الجولان جزءًا من الأراضي السورية. من جانبها، ترى تركيا أن هذه الخطة جزء من استراتيجية إسرائيل لتوسيع حدودها وفرض أمر واقع في الأراضي المحتلة.

ردود فعل دولية

انتقدت وزارة الخارجية التركية خطة إسرائيل، وقالت في بيان رسمي إن “التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الجولان هو بمثابة تغيير في الوضع القانوني للأراضي المحتلة، ويشكل تهديدًا للأمن الإقليمي”. وأشارت إلى أن هذه الإجراءات تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها التي تدعو إلى احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

في الوقت ذاته، أدانت سوريا بشدة هذه الخطة، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف سياستها الاستيطانية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية أن “إسرائيل تسعى إلى تهويد الجولان وتغيير معالمه التاريخية، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان”.

الخلفية التاريخية والتوترات الإقليمية

احتلت إسرائيل هضبة الجولان من سوريا خلال حرب 1967، ومنذ ذلك الحين، ترفض إسرائيل الانسحاب من المنطقة رغم الضغوط الدولية. في عام 1981، أصدرت إسرائيل قانونًا يقضي بضم الجولان رسميًا إلى أراضيها، وهو ما لم تعترف به معظم دول العالم.

من جهة أخرى، يعتبر المجتمع الدولي أن الجولان هو أرض محتلة، وأن أي إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع الديمغرافي في المنطقة تعتبر غير شرعية. ويستمر الجدل حول السيادة على الجولان، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط صراعات مستمرة بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

تركيا وإسرائيل: توترات مستمرة

تأتي هذه التصريحات التركية في وقت تشهد فيه العلاقات بين أنقرة وتل أبيب توترًا ملحوظًا، لا سيما في قضايا مثل قضية القدس وفلسطين. ففي الأشهر الأخيرة، تصاعدت الانتقادات التركية تجاه السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، بما في ذلك التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

وفي هذا السياق، يعتبر المراقبون أن ما يحدث في الجولان ليس فقط نزاعًا إقليميًا بين إسرائيل وسوريا، بل يمثل أيضًا جزءًا من أوسع التوترات الإقليمية بين تركيا وإسرائيل، حيث تجد أنقرة نفسها في مواجهة استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تعزيز نفوذها في المنطقة على حساب حقوق الشعوب العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق