تركيا تعزز حضورها في الساحل الأفريقي باتفاق سياسي وأمني مع بوركينا فاسو

قسم الأخبار الدولية 19/05/2025
عقدت تركيا وبوركينا فاسو سلسلة محادثات سياسية وأمنية في العاصمة واغادوغو، تناولت سبل تعميق العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، في ظل تصاعد العنف المسلح في منطقة الساحل. وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن البلدين اتفقا على إنشاء آلية جديدة للتشاور السياسي، سيتم تفعيلها خلال العام الجاري.
وجاء هذا التقارب بعد زيارة قام بها نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران إلى بوركينا فاسو يومي الثلاثاء والأربعاء، التقى خلالها رئيس الوزراء جان إيمانويل ووزير الخارجية كاراموكو جان ماري تراوري. وناقش الجانبان سبل التعاون الأمني في مواجهة الجماعات المسلحة، إضافة إلى تطوير العلاقات الثنائية في مجالات متعددة.
واعتبرت واغادوغو أن أنقرة شريك موثوق في الأوقات الحرجة، حيث صرّح الوزير تراوري بأن تركيا “مدّت يد العون لبوركينا فاسو في وقت الأزمات، وأسهمت في ترسيخ الأمن وتطهير البلاد من الإرهاب”، مؤكداً أنها باتت شريكاً إستراتيجياً لبلاده.
وخلال الزيارة، تم التوقيع على مذكرتي تفاهم، شملت إحداهما تأسيس إطار دائم للتشاور السياسي، بما يعكس رغبة مشتركة في رفع مستوى التنسيق الدبلوماسي والأمني بين البلدين.
وتسعى تركيا إلى توسيع نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي، في سياق استراتيجيتها متعددة الأبعاد التي تشمل الدعم الأمني والتعاون الاقتصادي، خاصة من خلال بيع الطائرات المسيّرة وتقديم الدعم اللوجستي لدول المنطقة التي تكافح من أجل التصدي للهجمات الإرهابية المتكررة.
ويُعد هذا التحرك امتداداً لسياسة أنقرة النشطة في أفريقيا جنوب الصحراء، والتي تهدف إلى تعزيز الحضور التركي كلاعب دولي فاعل في القضايا الأمنية والتنموية، عبر نسج شراكات مستدامة مع الحكومات التي تواجه تحديات أمنية معقدة.