أخبار العالمالشرق الأوسط

تركيا تستعد لإجلاء محتمل لمواطنيها وأجانب من لبنان عبر الجو أو البحر في ظل تصاعد التوترات

وسط التوترات المتزايدة في لبنان والمخاوف من تصاعد الصراع في المنطقة، أعلنت تركيا عن استعدادات لإجلاء مواطنيها وبعض الأجانب من لبنان. تشمل الخطة وسائل جوية وبحرية بهدف تأمين خروج آمن للمواطنين الأتراك وغيرهم في حالة تدهور الأوضاع الأمنية. هذا التحرك يأتي بعد دعوات متكررة من عدة دول لرعاياها لمغادرة لبنان، مع ازدياد المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل.

وفقاً لمصادر حكومية تركية، تشمل خطة الإجلاء استخدام الطائرات والسفن العسكرية والمدنية لضمان خروج سريع وآمن للرعايا الأتراك وغيرهم. هذه الخطوة تأتي كجزء من خطة طوارئ موسعة وضعتها أنقرة تحسباً لتدهور الوضع الأمني في لبنان، الذي يعاني من تصعيد عسكري على الحدود الجنوبية.

تتضمن الخطة التعاون مع السفارة التركية في بيروت والسلطات اللبنانية لتحديد مواقع تجمع المواطنين الأتراك وتأمين حمايتهم حتى لحظة إجلائهم. السلطات التركية أكدت أن الخطة ستشمل أيضاً مساعدة مواطنين من جنسيات أخرى، في حال دعت الحاجة.

تصاعدت التوترات في لبنان بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة مع تجدد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الجنوبية. الغارات الجوية المتبادلة والهجمات الصاروخية أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان في المناطق الحدودية، ورفعت من حدة المخاوف الدولية بشأن سلامة الأجانب المقيمين في البلاد.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تكثيف عملياته العسكرية ضد أهداف تابعة لحزب الله، بينما قام الأخير بإطلاق وابل من الصواريخ باتجاه مناطق في شمال إسرائيل. هذا التصعيد زاد من حدة الوضع في لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمات سياسية واقتصادية خانقة.

إلى جانب تركيا، أصدرت دول أخرى تحذيرات لرعاياها في لبنان، داعية إلى مغادرة البلاد فوراً. الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة نبهت مواطنيها من السفر إلى لبنان، ونصحت أولئك الموجودين على الأرض باتخاذ الاحتياطات اللازمة.

هذه الدعوات تأتي في وقت يواجه فيه لبنان أزمات مركبة، بما في ذلك التوترات العسكرية المتزايدة مع إسرائيل والأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي جعلت البلاد غير قادرة على تلبية احتياجات مواطنيها أو حماية الأجانب المقيمين فيها.

تمتلك تركيا، كونها لاعباً رئيسياً في المنطقة، قدرات عسكرية ودبلوماسية كبيرة تسمح لها بتنفيذ عمليات إجلاء واسعة النطاق في مناطق النزاع. في الماضي، نجحت أنقرة في تنفيذ عمليات إجلاء مشابهة في ليبيا وسوريا، مما يعزز من قدرتها على تقديم الدعم لرعاياها في الأزمات الإقليمية.

ويعكس التحرك التركي أيضاً موقفاً دولياً متزايداً تجاه الوضع في لبنان، حيث تتزايد المخاوف من أن النزاع الدائر قد يتحول إلى مواجهة إقليمية أوسع، تشمل قوى إقليمية ودولية أخرى.

كما لم تصدرالحكومة اللبنانية، التي تواجه ضغوطاً كبيرة على عدة جبهات، تعليقاً رسمياً بعد على الخطة التركية. إلا أن مراقبين يرون أن إعلان تركيا عن استعداداتها للإجلاء يعكس خطورة الوضع في لبنان، الذي يمر بواحدة من أسوأ أزماته منذ نهاية الحرب الأهلية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق