تركيا تخترق بلدان المغرب العربي
الجزائر – الجزائر – 27-01-2020
اخترقت تركيا منطقة المغرب العربي مجددا بعد ليبيا وتونس جاء الدور هذه المرة على الجزائر حيث وصل الرئيس التركي أردوغان إلى الجزائر،أمس الأحد. وأعلن خلال لقائه الرئيس الجزائري أنه تم توقيع اتفاقية مع الرئيس عبد المجيد تبون لتأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى.
وقال أردوغان “قررنا نقل تعاوننا (بين تركيا والجزائر) إلى أعلى المستويات عن طريق تأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى، وتم التوقيع على هذه الإتفاقية”.
وأضاف قائلا: “نخطط لعقد أول اجتماع في أقرب وقت ممكن”.ولفت أردوغان إلى أنه اتفق مع الرئيس الجزائري على “رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من 5 مليارات دولار”.
ومن جانبه، أعلن الرئيس الجزائري، عن زيارة مرتقبة له إلى تركيا بدعوة من نظيره التركي لبحث “التعاون”،وأنه سيتتبع مع الرئيس التركي، “يوميا، وبدقة، كل المستجدات على الساحة الدولية”.
وكان الملف الليبي محور المحادثات بين أردوغان والرئيس الجزائري تبون، الذي تتقاسم بلاده مع ليبيا حدودا بطول نحو ألف كلموعقب المحادثات، قال الرئيس الجزائري للصحفيين “لدينا اتفاق تام مع الرئيس أردوغان على أن نتابع ما تقرر في برلين مع متابعة يومية ودقيقة لكل المستجدات في الميدان”،حسب تعبيره.
وبينت زيارة أردوغان أن تركيا تسعى إلى جعل الجزائر بوابة نفوذها نحو إفريقيا،بإغراءات الإستثمار والتبادل التجاري.
وأصببحت تركيا في ظرف قصير، المستثمر الأجنبي الأول في الجزائر،وقد أحصت الوكالة الجزائرية لترقية الإستثمار حوالي 138 مشروعا أنجز منها في مجالات الصناعة والبناء والخدمات 23 مشروعا بقيمة 74 مليار دينار جزائري، وأبرز هذه المشاريع مصنع الحديد والصلب بوهران ومصنع النسيج بغيليزان.
ويشير المراقبون إلى أن خروج وزير الداخلية في حكومة السراج والقول إنه تم تشكيل حلف ليبي- تركي- جزائري- تونسي لمواجهة حفتر، ترك الإنطباع بأن أردوغان لم يكن بريئاً في حديثه عن مشاركة الجزائر في مؤتمر برلين.
ويشير الإعلامي المختص في الشأن الأمني عمار قردود لـ “اندبندنت عربية” إلى أن تركيا تريد جرّ الجزائر إلى المستنقع الليبي وتوريط جيشها”، موضحاً أن تركيا تحاول جاهدة استمالة الجزائر لمساعدتها في التدخل العسكري، ولذلك طالبت بضرورة حضور الجزائر مؤتمر برلين.
من جانبه،قال الخبير السياسي المتخصص في الشأن الليبي مصطفى العابدي لـ(إرم نيوز) إنّ زيارة أردوغان إلى الجزائر”في ظاهرها اقتصادية وفي باطنها سياسية، خاصة أنها تأتي بعد أسبوع من مؤتمر برلين الذي واجهت فيه أنقرة ما يشبه العزلة الدولية، بعد الدعوة الصريحة في مخرجات المؤتمر إلى رفض أي تدخل عسكري أجنبي لحل الأزمة الليبية”.
ولوحظ أن الرئيس التركي استثنى المغرب من جولته الإفريقية، خصوصا بعد موقف المغرب الرافض لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، معتبرا أن التدخلات الأجنبية لم تؤد إلا إلى تعقيد الوضع في ليبيا، وإبعاد آفاق حل سياسي بالبلاد، وتكريس الخلافات الداخلية وتهديد السلم والأمن بالمنطقة المغاربية برمتها.
وكانت الزيارة التي قام بها الرئيس التركي إلى الجزائر في فبراير 2018 قد أثارت جدلا واسعا بين مثقفين وسياسيين وإعلاميين في البلاد، بين مرحب بالزيارة ورافض لها.