أخبار العالمأوروباالشرق الأوسط

تحقيق بريطاني يكشف تورط شركة أوروبية في تصنيع مكونات صواريخ قتلت 100 طفل فلسطيني في غزة

كشف تحقيق استقصائي لصحيفة الغارديان البريطانية عن تورط شركة “إم بي دي إيه” (MBDA)، وهي أكبر شركة لصناعة الصواريخ في أوروبا، في تزويد قنابل استخدمتها إسرائيل خلال هجماتها على قطاع غزة بمكونات أساسية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 طفل فلسطيني في عام 2024 وحده.

وبحسب التقرير، فإن المصنع التابع للشركة في ولاية ألاباما الأميركية أنتج ما يُعرف بـ”الأجنحة الموجهة” لقنبلة GBU-39 التي تصنعها شركة بوينغ الأميركية، والتي تتيح للقنبلة إصابة أهدافها بدقة عالية. وقد شحنت بوينغ الآلاف من هذه القنابل إلى إسرائيل، حيث استُخدمت في سلسلة غارات جوية طالت أحياء سكنية ومدارس ومخيمات للنازحين، وأدت إلى مقتل أكثر من 500 مدني فلسطيني بين يناير ومايو 2024، بينهم عدد كبير من الأطفال.

وتمكّنت الصحيفة من التحقق من استخدام هذه القنابل في 24 هجومًا موثقًا، اعتمدت في ذلك على مصادر معلومات مفتوحة وتحليلات من خبراء تسليح، فيما أكدت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية أن بعض هذه الغارات قد ترقى إلى جرائم حرب نظراً لاستهدافها العشوائي للمدنيين ليلاً ومن دون سابق إنذار.

رغم أن الحكومة البريطانية علّقت 29 رخصة تصدير أسلحة إلى إسرائيل بسبب مخاوف من انتهاك القانون الدولي، فإن التحقيق أشار إلى أن هذه القيود لا تشمل فروع الشركات الأجنبية العاملة من خارج المملكة المتحدة، ما أتاح لشركة MBDA مواصلة عقودها مع بوينغ من خلال مصنعها الأميركي.

الشركة، التي يقع مقرها الرئيسي في فرنسا ولها فروع في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، ردّت بأنها تلتزم بالقوانين المحلية والدولية في تجارة الأسلحة، وتخضع لضوابط صارمة على التصدير، لكنها لم تنكر علاقتها بالعقود العسكرية المتعلقة بتلك القنابل.

ويأتي هذا الكشف في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وسط تجاهل لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية. وأسفرت الحرب حتى منتصف يوليو 2025 عن استشهاد أو إصابة أكثر من 198 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب تدمير واسع للبنية التحتية ونزوح جماعي تجاوز المليون شخص، في ظل أزمة إنسانية خانقة ومجاعة غير مسبوقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق