آسياأخبار العالمأوروبا

تبادل جثث بين روسيا وأوكرانيا يعكس انسداد المسار السياسي وتفاقم كلفة الحرب الإنسانية

نفّذت روسيا وأوكرانيا عملية تبادل جديدة لجثث جنود قُتلوا في ساحات القتال، في خطوة إنسانية محدودة لا تُغيّر من واقع الجمود السياسي الذي يطبع الحرب منذ نحو ثلاثة أعوام. وبينما أعلنت كييف استلام ألف جثة، أكدت وسائل إعلام روسية أن موسكو استعادت 30 جثة فقط، في تفاوت عددي يعكس حجم الخسائر البشرية المتراكمة على الجبهة الأوكرانية خلال الأشهر الأخيرة.

وأكد مركز تنسيق شؤون أسرى الحرب في أوكرانيا أن الجهات المختصة ستُجري عمليات فحص وتعرّف على الجثث بالتعاون مع وزارة الداخلية لتحديد هويات الجنود المعادين إلى ذويهم. ويأتي هذا التبادل ضمن سلسلة اتفاقات مماثلة جرت منذ اندلاع الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، وشملت أيضاً عمليات تبادل للأسرى الأحياء، رغم أن القنوات السياسية بين الجانبين تكاد تكون مجمّدة بالكامل.

وتبرز العملية في وقت تشهد فيه مفاوضات السلام انسداداً تاماً، بعد فشل اللقاء الوحيد الذي جمع وفدي البلدين في إسطنبول في يوليو الماضي واستمر 40 دقيقة فقط من دون نتائج. ويتزامن التبادل أيضاً مع رفض أوروبي واضح للخطة الأميركية المقترحة لإنهاء الحرب، والتي تتضمن—وفق تسريبات—تنازلات إقليمية ونزعاً جزئياً لسلاح كييف، وهي شروط اعتبرتها عواصم أوروبية «أقرب إلى الاستسلام» منها إلى السلام.

وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن طريقة إعادة الجثث، إذ تؤكد أوكرانيا أن الروس يعيدونها في بعض الأحيان بطريقة غير منظمة أو مختلطة بجثث جنود روس، وهو ما تنفيه موسكو. ويعكس هذا الجدل حجم التوتر الإنساني المصاحب للحرب، حيث تتحول مسألة استعادة الجثث إلى معركة ثقة بقدر ما هي عملية إنسانية.

ويواصل الطرفان خوض حرب مرهقة بشرياً، فيما تبقى أي بوادر لسلام شامل بعيدة، في ظل تشدد المواقف العسكرية وتشتت المبادرات الدبلوماسية، ما يجعل عمليات تبادل الجثث واحدة من القنوات القليلة المتبقية للتواصل بين الجانبين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق