تأجيل الانتخابات في ليبيا وبوادر تشكّل تحالفات جديدة
اعداد رباب حدادة : قسم البحوث والدراسات والعلاقات الدولية
22-12-2021
إقترحت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا الأربعاء 22 ديسمبر، تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر 2021، وحددت اللجنة المشكلة تاريخ 24 يناير كموعد جديد للانتخابات.
وحسب البيان الصحفي الذي نشرته المفوضية على صفحتها الرسمية في فيسبوك “وفقا لما ورد بالمادة (43) من القانون رقم (1) لسنة 2021 بشأن انتخاب رئيس الدولة وتحديد صلاحياته، وتعديلاته، والتي تنص على أن تُعلن المفوضية عن تأجيل عملية الاقتراع، ويحدد مجلس النواب موعداً أخر لإجراء عملية الاقتراع خلال (30) يوماً، فأن المفوضية تقترح بعد التنسيق مع مجلس النواب أن يؤجل يوم الاقتراع (للجولة الأولى) إلى 24 يناير 2022 عملاً بنص المادة أعلاه، على أن يتولى (مجلس النواب) العمل على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإزالة حالة (القوة القاهرة) التي تواجه استكمال العملية الانتخابية.
من جهته،أكد الهادي الصغير رئيس اللجنة النيابية في لقاء مع قناة “فبراير” إنه تم الاطلاع على التقارير الفنية والأمنية والقضائية وتبين “استحالة” إجراء الانتخابات في موعدها المحدد مظيفا “خاطبنا عقيلة صالح بضرورة وضع خارطة طريق جديدة تتماشى مع المعطيات المعرقلة للانتخابات”.
ويذكر أنّ قرار تأجيل الانتخابات متوقع في ظل تناقض القوى السياسية الدولية والوطنية وعلى أرض تحكمها الميليشيات في الغرب الليبي.
قرار حرص الاخوان على الوصول اليه منذ اشهر وتضافرت جهودهم مع جهود اطراف خارجية تجمعهم سويا المصلحة المشتركة من اجل تاجيل الانتخابات وعرقلة خارطة الطريق.
بعد ان أمضى قادة الاسلام السياسي وحلفائهم اشهرا في تحريض الشعب ضد القوانين الانتخابية وضرب المسار الدستوري والدعوة الى تأجيل الانتخابات، لجأوا في الأسبوع الأخير الى القوة المسلحة حيث قامت الميليشيات باغلاق مقرات المفوضية والمحاكم واقامت حواجز على الطرقات الرئيسية وحتى داخل الانهج والاحياء الشعبية في تجلي واضح للعنف والقوة يترجم عقلية رافضة للانتخابات وتنفيذ خارطة طريق يعمل عليها الجميع منذ اتفاق وقف النار في اكتوبر 2020.
لم تفلح الضغوط الاممية في بلورة حلول فعلية وخطة دقيقة لانهاء الازمة في ليبيا مما فتح الباب امام تجدد الصراعات القديمة وظهور اخرى مما قد يؤدي الى افشال المسار باكمله واشعال فتيل الحرب من جديد.
لقاء ياتي في سياق ادارك تام لاستحالة القيام بالانتخابات وبالتالي كان اللقاء بحثا عن البديل وتشكيل لمشهد سياسي جديد قائم على تحالفات جديدة، فالموعد الجديد الذي اقترحته المفوضية بالتشاور مع مجلس النواب مبني كذلك على امال غير واقعية.
معالم تحالفات سياسية جديدة بدات في التشكل بعد لقاء غير مسبوق أجراه وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا ونائب رئيس الوزراء السابق أحمد معيتيق وهما مرشحان للانتخابات الرئاسية، والمشير خليفة حفتر، في بنغازي أمس الثلاثاء.
فكيف سيكفي شهر لردم هوة عجزت كل الاطراف الدولية والوطنية على ردمها؟
وكيف سيتم انجاز انتخابات لم تكف سنة كاملة لتنظيمها ؟