أخبار العالمالشرق الأوسط

بيروت ترفض «إشارات النار» وتتمسك بالحلول السياسية في مواجهة تصعيد إسرائيل شمال الليطاني

قسم الأخبار الدولية 09/05/2025

كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على محيط مدينة النبطية في جنوب لبنان، مستهدفة مواقع قالت إنها تابعة لـ«حزب الله» شمال نهر الليطاني، في تصعيد وصفته بيروت بـ«الرسالة النارية والسياسية» الموجهة إلى الدولة اللبنانية، على خلفية النقاش المتصاعد داخلياً حول نزع سلاح الحزب خارج مناطق عمل قوات الطوارئ الدولية.

ونفّذت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر الخميس، موجتين عنيفتين من القصف الجوي استهدفتا الأودية والتلال والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وكفر رمان، وأسفرت عن مقتل عنصرين من «حزب الله»، وتدمير ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ«بنية تحتية تستخدم لإدارة منظومة الإطلاق والدفاع»، إلى جانب مخازن أسلحة وفتحات أنفاق. مصادر لبنانية رسمية اعتبرت أن الغارات تمثل أقوى موجة تصعيد منذ قصف الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسبوعين.

ويأتي القصف الإسرائيلي في ظل تنامي الضغوط الغربية والدولية المطالبة بتفكيك سلاح «حزب الله» شمال الليطاني، حيث تُجري الحكومة اللبنانية محادثات ثنائية مع قيادة الحزب للتوصل إلى صيغة تفاهم حول هذا الملف، في وقت وضع الحزب أربعة شروط مسبقة قبل أي نقاش، أبرزها انسحاب إسرائيل من الأراضي المتنازع عليها، ووقف الانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، إضافة إلى إعادة الإعمار وتسوية ملف النقاط الحدودية الـ13.

غير أن تل أبيب، بحسب مصادر سياسية وحكومية لبنانية، تمضي في خطواتها الميدانية تحت غطاء أميركي واضح، وهي توجه إنذاراً بأن «تقاعس الدولة اللبنانية عن نزع السلاح سيقابله تحرك إسرائيلي مباشر»، ما يعيد إلى الأذهان مرحلة ما قبل انسحاب عام 2000، حين فرضت إسرائيل واقعاً أمنياً بالقوة شمال حدودها.

وتعوّل بيروت على التحركات الأميركية للجم التصعيد، لاسيما مع زيارة متوقعة لنائبة مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، أواخر الشهر الجاري، رغم أن موعدها لم يُحسم بعد. وتنتظر الحكومة اللبنانية مؤشرات أو تفاهمات إقليمية محتملة قد يحملها أيضاً الرئيس دونالد ترمب خلال زيارته المقبلة للمنطقة.

أما على صعيد إعادة الإعمار في الجنوب، فتُواجه الجهود بعقبات سياسية ومالية، حيث تربط الدول المانحة أي دعم بحسم مسألة سلاح الحزب، فيما يصرّ «حزب الله» على أن العودة إلى الإعمار أولوية ملحة، وكان قد أبلغ هذا الموقف رسمياً لرئيس الحكومة نواف سلام خلال لقائهما الأخير في أبريل.

وفي سياق موازٍ، شدّد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي خلال اجتماعه برئيس بعثة «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو، على التمسك بدور القوات الدولية وفق ولاية مجلس الأمن، ودعا إلى تعزيز التعاون القائم مع الجيش اللبناني في رصد وتوثيق الانتهاكات، تمهيداً لتمديد مهمة البعثة في أغسطس المقبل، في إطار محاولة بيروت الحفاظ على الحد الأدنى من التوازنات ومنع انزلاق الوضع إلى مواجهة شاملة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق