«بوكو حرام» تخطط للتسلل إلى احتجاجات شعبية في نيجيريا
قسم الاخبار الدولية 01-08-2024
رفعت الشرطة حالة التأهب في ولاية يوبي، شمال شرقي نيجيريا، بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بأن جماعة «بوكو حرام» تخطط لشن هجمات إرهابية خلال الاحتجاجات الشعبية التي دعت إليها منظمات سياسية وهيئات من المجتمع المدني في أنحاء البلاد.
تُعد ولاية يوبي من بين الولايات الأكثر تضرراً من الهجمات الإرهابية في نيجيريا في السنوات الأخيرة، بسبب قربها من معاقل الجماعة المرتبطة بتنظيم «داعش» في حوض بحيرة تشاد، على الحدود بين تشاد ونيجيريا والنيجر والكاميرون.
وأشارت قيادة الشرطة في الولاية إنها «قلقة» حيال إمكانية تسلل عناصر من جماعة «بوكو حرام» إلى الاحتجاج المخطط له منذ فترة على مستوى ولايات نيجيريا. وقال المتحدث باسم قيادة الشرطة، النقيب دنغوس عبد الكريم، إن «هناك مرتزقة أجانب قد يكونون متورطين في محاولات لتعطيل الاحتجاج وإلحاق الأذى بالمواطنين».
وطلب عبد الكريم من المواطنين الذين يعتزمون الانضمام إلى الاحتجاج «توخي الحذر»؛ مشيراً إلى أن الشرطة بحوزتها «معلومات استخباراتية تشير إلى وجود مؤامرة لاستخدام التظاهرة غطاءً للعنف والتدمير»، على حد تعبيره.
وأضاف المتحدث باسم قيادة الشرطة أنه «رغم تعافي ولاية يوبي من التمرد الإرهابي، فإن مفوض الشرطة، اللواء غاربا أحمد، يعبِّر عن قلقه، ولكنه في الوقت ذاته يعترفُ بحق المواطنين الدستوري في التجمع السلمي».
ولكن المتحدث باسم الشرطة خلص إلى تأكيد أن قائد الشرطة يود «تنبيه المواطنين إلى النيات الخبيثة. حتى الاحتجاجات السلمية في هذا الوقت قد تكون غير ملائمة»؛ مشيراً إلى أن ذلك الإحساس يتعزز بسبب ما قال إنه «أنشطة إرهابية وتمردية حصلت مؤخراً في منطقة الحكومة المحلية غوجبا، بما في ذلك انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع، أثارت كثيراً من القلق والرعب».
وخلص المتحدث باسم الشرطة إلى التأكيد: «لسنا مستعدين لمواجهة تحديات أمنية إضافية»، وقال: «في الوقت الذي نعترف فيه بحق المواطنين في التجمع السلمي، نحذِّر من أن الاحتجاجات ذات النيات الحسنة قد تكون مشكلة كبيرة، بالنظر إلى الوضع الأمني الحالي».
ورغم تحذيرات الشرطة، من المتوقع أن تستمر الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة، حيث يصر منظموها على ضرورة أن تتولى الشرطة وأفراد الأمن تأمين المحتجين، دون استخدام الأمن كذريعة لمنع المظاهرات التي تعبر عن استياء الأوضاع الصعبة في البلاد.
تقوم جماعة «بوكو حرام» بنشاطها في نيجيريا منذ عام 2009، في محاولة لإقامة إمارة إسلامية في هذا البلد الأفريقي الغني بالنفط والغاز الطبيعي، والذي يعد الأكثر تعداداً سكانياً في القارة الأفريقية، حيث يبلغ عدد سكانه حوالي 230 مليون نسمة وفقاً لإحصاءات 2021.
وقد نفذت الجماعة العديد من الهجمات الإرهابية ضد المسيرات ذات الطابع السياسي في السنوات الماضية، مستخدمةً العبوات الناسفة محلية الصنع، والانتحاريات، والسيارات المفخخة.
ومع ذلك، فقدت «بوكو حرام» جزءاً كبيراً من قوتها مؤخراً بفضل الضغوط العسكرية التي مارستها قوة إقليمية مشتركة، تتألف من نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون وبنين، مما ساهم في تقليص خطورة التنظيم الإرهابي الذي يُعتبر من الأكثر دموية في أفريقيا