بوتين وبيزشكيان يناقشان سبل تعزيز العلاقات الروسية الإيرانية في ظل التحديات الإقليمية والدولية
قسم العلاقات الدولية 23/10/2024
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نائب رئيس البرلمان الإيراني علي نيكزاد بيزشكيان لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين موسكو وطهران، في ظل تطورات إقليمية ودولية حساسة. جاء هذا اللقاء في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، بما في ذلك المجالات الاقتصادية، العسكرية، والتكنولوجية.
وأعرب بوتين عن اهتمامه الكبير بتعميق التعاون مع إيران، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تشهد فيها العلاقات الروسية مع الدول الغربية توترات متزايدة نتيجة الحرب في أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.
وأكد على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، سواء في الشرق الأوسط أو على الساحة الدولية.
من جانبه، شدد بيزشكيان على أهمية العلاقات الروسية الإيرانية، مشيرًا إلى أن إيران تنظر إلى روسيا كشريك استراتيجي وحليف مهم في مواجهة الضغوط الدولية. وأعرب عن أمله في توسيع التعاون في مجالات الطاقة، الاقتصاد، والتكنولوجيا المتقدمة، معتبرًا أن تطوير العلاقات الثنائية سيسهم في تحقيق المصالح المشتركة.
تعتبر روسيا وإيران حليفين قويين في العديد من القضايا الإقليمية، لا سيما في سوريا، حيث دعمت كل منهما نظام الرئيس بشار الأسد في مواجهة الجماعات المسلحة. كما تشترك الدولتان في موقفهما المناهض للوجود الأمريكي في المنطقة، وهو ما دفعهما إلى تعزيز التعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
على الصعيد الاقتصادي، يهدف الجانبان إلى زيادة التبادل التجاري بينهما، خاصة في مجالات النفط والغاز والزراعة. تحاول روسيا الالتفاف على العقوبات الغربية من خلال تعزيز العلاقات مع دول غير غربية، بينما تسعى إيران، التي تعاني أيضًا من العقوبات الأمريكية، إلى توسيع أسواقها وتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع موسكو.
بالإضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى التعاون في مجال الطاقة النووية، حيث تساعد روسيا إيران في تطوير برنامجها النووي المدني. يمثل هذا التعاون مصدر قلق لبعض القوى الغربية، إلا أن موسكو وطهران تؤكدان أن أنشطتهما النووية تقتصر على الأغراض السلمية.
في ختام الاجتماع، أبدى الجانبان استعدادهما لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة.
ويعكس هذا اللقاء أهمية التحالف الروسي الإيراني في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، ويؤكد على التوجه المتزايد لدى البلدين نحو بناء شراكات قوية بعيدًا عن الهيمنة الغربية.
يعد تعزيز العلاقات الروسية الإيرانية جزءًا من استراتيجية أوسع لموسكو لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، في وقت يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية كبيرة. من المتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا في الفترة المقبلة، مع استمرار تبادل الزيارات واللقاءات الثنائية لتعميق التعاون.
