بوتين: روسيا على تواصل دائم مع إيران لوقف الصراع في الشرق الأوسط
قسم الأخبار الدولية 25-10-2024
موسكو تتوافق مع طهران من أجل السلام بالمنطقة
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يتناول المستجدات في الشرق الأوسط، ويؤكّد أن بلاده على تواصل دائم مع القيادة الإيرانية لإيجاد الحلول التوافقية، كما يكشف أنّ بلاده تريد علاقات طبيعية مع واشنطن.
كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ بلاده على تواصل دائم مع القيادة الإيرانية لإيجاد الحلول التوافقية بشأن الشرق الأوسط، وقال: “لا يوجد شخص لا يعتصر قلبه ألماً لما يجري في غزة”، معرباً عن أنّ السبب الرئيس للأزمة في الشرق الأوسط هو “عدم إقامة دولة فلسطينية”.
كما أعرب بوتين عن قلق بلاده من تصاعد توتر الأوضاع في الشرق الأوسط. وفيما كشف أنّ بلاده “ليست مهتمة” في تغطية هذا الصراع، من دون أن يوضح ذلك، إلّا أنه أكّد أن “لا أحد في الشرق الأوسط يريد توسيع الصراع وبدء حرب كبيرة”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أنّ الدول المشاركة في قمة “بريكس” ناقشت القضايا الدولية الرئيسية وركّزت على تصاعد التوتر المستجد الشرق الأوسط”.
كذلك، أعرب بوتين عن قلقه من تصاعد الأحداث في الشرق الأوسط، مؤكداً أنّ الوضع فيه “يتدهور”، داعياً “جميع أطراف الصراع إلى ضبط النفس”، وذلك خلال لقائه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على هامش قمة “بريكس”.
وقال بوتين لنظيره الفلسطيني: “لقد أدّت الأحداث المأساوية في قطاع غزة بالفعل إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وأثارت تفاقماً في لبنان وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، والتوتر يتصاعد في الضفة الغربية”، مضيفاً: “نحن جميعاً نرى ذلك”.
وأكّد الرئيس الروسي لعباس أنّ بلاده “تؤيد وضع نهاية مبكرة لإراقة الدماء في الشرق الأوسط وتوفير وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين”.
أما فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، فأكد بوتين أنّ قوات بلاده تحرز تقدماً على خط التماس في جميع مناطق القتال مع القوات الأوكرانية، مشيراً إلى أنّ الادعاءات بأنّ موسكو ترفض استئناف الاتصالات مع الدول الأوروبية “كاذبة”.
وقال بوتين، في كلمته خلال قمة “بريكس” في مدينة قازان الروسية، إنّ “الجيش الأوكراني لا يمكنه استخدام أسلحة عالية التقنية من دون مشاركة مباشرة من الناتو”، مضيفاً أنّ “هذا ينطبق على الصواريخ بعيدة المدى، التي لا يمكن للقوات الأوكرانية إطلاقها دون الاستطلاع الفضائي والبرمجيات المنتجة في الغرب”.
وتابع: “الجميع عازمون على ضمان انتهاء الصراع في أسرع وقت وبطرق سلمية قدر الإمكان، وقد طرحت الصين والبرازيل مبادرة خلال فعاليات الجمعية العامة في نيويورك، وتدعم العديد من الدول الأعضاء في مجموعة بريكس هذه المبادرة، ونحن بدورنا ممتنون لشركائنا لاهتمامهم بهذا الصراع والبحث عن سبل لحلّه”.
موسكو منفتحة على علاقات طبيعية مع واشنطن
وبشأن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، أوضح بوتين أنّ “موسكو منفتحة على التعاون مع واشنطن بعد الانتخابات”، مشيراً إلى أنه “إذا كانوا يريدون الانفتاح على علاقات طبيعية مع روسيا فسنفعل الشيء نفسه”، و”إذا لم يرغبوا في ذلك، فلن نفعل ذلك، فالخيار متروك للإدارة المقبلة”.
وكان بوتين أكّد في ختام القمة على “ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة للتوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط، قائمة على أسس القانون الدولي وإقامة دولة فلسطين”.
ورأى أنّ درجة تصعيد الصراع في الشرق الأوسط “تضع المنطقة على شفا حرب شاملة”، مشيراً إلى أنّ “استعادة السلام في المنطقة “لا يمكن تحقيقه من دون تصحيح الظلم التاريخي في الأراضي الفلسطينية”.
ومن جهته، أكّد الرئيس الفلسطيني أنّ الشعب الفلسطيني يقدّر الموقف الروسي القوي الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، مشدداً على أنّ “الفلسطينيين لن يتركوا غزة والضفة الغربية أبداً”.
وقال عباس: “دولة فلسطين تأمل في أن يتم قبول عضويتها في بريكس بالمستقبل القريب”.
وأضاف: “لقد دعوتم إلى الحوار بشأن القضية الفلسطينية، ونحن نتفق مع ذلك، والأهم أن يتم ذلك في إطار شرعي دولياً”.
وخلال مؤتمر صحافي عرض فيه نتائج قمة “بريكس” كشف بوتين: “لقد تبادلنا (المشاركون في قمة بريكس) وجهات النظر حول القضايا الدولية الرئيسية مع التركيز على الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط”.
وتابع: “أكّدنا أنّ مجموعة بريكس ليست مغلقة في حد ذاتها، فهي مفتوحة لجميع الذين يشاركونها قيمها”، و”أعضاؤها مستعدون للعمل على إيجاد حلول مشتركة دون إملاءات خارجية أو محاولات لفرض أي نهج ضيقة على أي شخص”.
وبالنسبة إلى مستقبل “بريكس”، أكّد الرئيس الروسي قائلاً: “هدفنا نظام عالمي عادل قائم على ميثاق الأمم المتحدة”، معلناً أنّ البرازيل ستترأس قمة المجموعة العام المقبل.
وفيما أشار إلى أنّ “بريكس مفتوحة لكل من يشاركها قيمها وهي ليست صيغة مغلقة”، إلّا أنه لفت إلى أنّ دول المجموعة اتفقت على قائمة الدول الشريكة للمنظمة.
وأوضح بوتين أنّ المنظمة ستوجّه مقترحات لعدد من الدول للمشاركة كدول شريكة، لافتاً إلى أنّ بعض المشاركين في القمة قدموا طلبات للمشاركة الكاملة في المنظمة.