بكين تعيد ضبط علاقاتها مع دمشق بعد سقوط الأسد والشرع يبحث مع السفير الصيني مستقبل التعاون الاستراتيجي

قسم الأخبار الدولية 21/02/2025
التقى الرئيس السوري أحمد الشرع بالسفير الصيني في دمشق، شي هونغ وي، في أول اجتماع رسمي بين البلدين منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية سورية. ويأتي هذا اللقاء وسط تغيرات جذرية في المشهد السياسي السوري وإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية في البلاد.
شهدت العلاقات السورية-الصينية تحولات معقدة على مدار السنوات الماضية، حيث دعمت بكين نظام الأسد سياسيًا ودبلوماسيًا، وعارضت التدخلات الخارجية في الشأن السوري. غير أن سقوط الأسد أدى إلى حالة من الارتباك في العلاقات، خصوصًا بعد تعرض السفارة الصينية في دمشق للنهب، ما يعكس التوترات التي رافقت التغيير السياسي في البلاد. ورغم عدم إفصاح وكالة الأنباء السورية (سانا) عن تفاصيل المحادثات، فإن مصادر دبلوماسية تشير إلى أن الاجتماع قد يكون بداية لإعادة ترتيب العلاقات بين البلدين وتحديد الأولويات المستقبلية.
ويبرز في المشهد السوري الحالي ملف تجنيد المقاتلين الأجانب، حيث استقطبت الإدارة السورية الجديدة مقاتلين من خارج البلاد، من بينهم أفراد من أقلية الأويغور المسلمة، التي تتهم منظمات حقوقية غربية بكين باضطهادها، وهو ما تنفيه الصين بشكل قاطع. وتشكل هذه المسألة نقطة حساسة في العلاقات الثنائية، خصوصًا أن بكين لطالما حذرت من عودة العناصر الأويغورية المتشددة إلى أراضيها بعد قتالهم في الخارج، حيث وصفتهم في 2015 بأنهم يشكلون تهديدًا للأمن القومي الصيني.
وعلى الرغم من المتغيرات السياسية في سوريا، تحتفظ بكين بنهج براغماتي يسعى للحفاظ على نفوذها في المنطقة، إذ كانت الصين من أوائل الدول التي فتحت قنوات اتصال مباشرة مع الأسد عقب سنوات من العزلة الدولية، عندما استضافه الرئيس شي جينبينغ في 2023 وأكد دعمه له ضد أي تدخل خارجي. ومع تولي الشرع السلطة، تثار تساؤلات حول ما إذا كانت الصين ستواصل هذا النهج أو ستعيد صياغة استراتيجيتها تجاه دمشق وفقًا للمعطيات الجديدة.
يبدو أن اللقاء بين الشرع والسفير الصيني قد يكون الخطوة الأولى نحو إعادة ضبط العلاقات الثنائية، حيث تسعى بكين إلى الحفاظ على مصالحها في سوريا، سواء من الناحية الاقتصادية أو الأمنية، فيما تحتاج القيادة السورية الجديدة إلى شركاء دوليين يساهمون في استقرار البلاد في مرحلة ما بعد الأسد.