بعد إن دمّر ليبيا وقتل زعيمها..الناتو قلق من الوجود الروسي!
ليبيا-16-6-2020
اعتبر أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الوضع في ليبيا لا يزال مقلقاً وفي غاية الخطورة، مبرزا دعمه للحل السياسي وعملية برلين التي تدعم جهود الأمم المتحدة.
وعبر ستولتنبرغ عن قلق حلف الناتو من الوجود الروسي المتزايد في شرق المتوسط بصورة عامة، وفي ليبيا بصورة خاصّة، قائلاً إنه يتعيّن على الناتو مراقبة هذا الوجود بدقة شديدة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد حمّل في وقت سابق وفي أكثر من مناسبة، حلف شمال الأطلسي (الناتو) مسؤولية ما تشهده ليبيا من دمار وكوارث، قائلا: “لقد قام الناتو بتدمير الدولة الليبية في 2011، وما زلنا نعاني من هذه المغامرة غير القانونية حتى الآن”.
وكان الناتو قد شن،بتفويض من مجلس الأمن تحت ضغوطات من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا،عدوانا عسكريا استُخدمت فيه أحدث ما أنتجته العقلية الإرهابية الغربية من الصواريخ والقاذفات، استمر سبعة أشهر متتالية،وهو العدوان الذي أدى من جهة إلى اغتيال الزعيم معمر القذافي وخلق الفوضى الحالية والإنفلات الأمني وانتشار عمليات النهب والقتل والإتجار بالبشر،ومكّن من جهة أخرى العملاء والجماعات المتطرفة والميليشيات المسلحة من السطو على مقدرات الشعب الليبي.
وبعد انتهاء العمليات على ليبيا بدأت موجة الإعترافات من قبل معظم الدول التي شاركت في العدوان بخطإ ضرب ليبيا لا سيما بعد النتائج التي آلت إليها الأوضاع في البلاد عقب إسقاط النظام الذي كان صمام أمان لحماية قارة بحجم ليبيا،وسدا في مواجهة الإرهاب.
ولقد تحقق فعلا كل ما كان الزعيم الراحل معمر القذافي قد حذر منه في خطابه الشهير يوم 22 فبراير 2011 وخطاب نجله سيف الإسلام قبله يوم 20 فبراير، من الإنفلات الأمني وما يغقبه من تدمير وتشريد،ومن سطو على ثروة الشعب الليبي وتحول ليبيا إلى بؤرة إرهاب إقليميا عقب تمكين جماعات الإسلام السياسي تحت المظلة الأطلسية.
توالت الإعترافات من رؤساء الدول الكبرى بما في ذلك أمريكا عندما أقر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بخطإ التدخل الخارجي في ليبيا، كما أقر بذلك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي حمّل سلفه ساركوزي مسؤولية إقحام فرنسا في الهجوم على ليبيا وتدمير مؤسساتها،فضلا عما صرح به رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني حرفيا من أن”ما حدث في ليبيا لم يكن ثورة إطلاقا وإنما هو تدخل عسكري جرّتنا إليه فرنسا”..
وفي واقع منطق القوة والغطرسة وتعمد الدوس على كل القيم الإنسانية، ظلت الجرائم البشعة التي ارتكبها حلف الناتو والتي تفوق كل وصف كجرائم ضد الإنسانية، مسكوتا عنها،مما يفضح مرة أخرى تجرد الغرب وعلى رأسه أمريكا من كل إنسانية ويعري زيف ادعاءاته بشعارات هو أول من يدوس عليها ليعيش رفاهية على دماء الشعوب!