أخبار العالمأوروباإفريقيا

برلماني فرنسي من أصول جزائرية يثير عاصفة سياسية بعد زيارته للجزائر ودفاعه عن العلاقات التاريخية بين البلدين

أثارت زيارة النائب الفرنسي اليساري سيباستيان ديلوغو إلى الجزائر موجة من الجدل السياسي والإعلامي في فرنسا، بعد أن وجّه انتقادات حادة لسياسات باريس تجاه مستعمرتها السابقة، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تقلبات شديدة منذ تبني قصر الإليزيه للمقاربة المغربية في ملف الصحراء الغربية.

وانتقل ديلوغو، النائب عن حزب “فرنسا الأبية”، إلى الجزائر بين 26 و30 يونيو الماضي، حيث حلّ ضيفاً على التلفزيون العمومي وتجوّل في العاصمة ووهران، مؤكداً أن زيارته تحمل طابعاً شخصياً أيضاً نظراً لانتمائه إلى عائلة جزائرية الأصل. وأشار إلى أن جده نجا من قبضة “منظمة الجيش السري” المتطرفة بفضل “جيش التحرير الوطني”، وهي خلفية قال إنها دفعته لحمل العلم الجزائري في مظاهرة مؤيدة لغزة بمرسيليا صيف 2024.

وانتقد ديلوغو وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، متهماً إياه بتأجيج الكراهية ومعاداة التقارب مع الجزائر، كما هاجم وسائل الإعلام المحسوبة على “مجرة بولوريه” المقربة من اليمين المتطرف، واتهمها بـ”بث خطاب استعماري وعدائي” ضد الجزائر، معتبراً أن “الشعب الفرنسي لا يوافق على هذه السياسات”.

وأكد النائب الفرنسي أن زيارته كشفت له عن كرم الضيافة الجزائري، قائلاً: “وجدت ترحيباً لم أحظَ به في أي مكان آخر… ويجب علينا أن نظهر طريق الاحترام والتقدير لشعب قوي له مستقبل مشرق”. كما رحّب بمساعي بعض البرلمانيين الفرنسيين لإعادة بناء جسور الثقة مع الجزائر، محذراً من أن القطيعة ستكون خطأ استراتيجياً فادحاً.

وقد فجّرت مواقف ديلوغو ردود فعل غاضبة من اليمين المتطرف، إذ هاجمته ماريون مارشال لوبان واعتبرته “فرنسياً من ورق”، بينما اتهمته الصحافية إليزابيث ليفي بالسعي لاستمالة الناخبين من أصول جزائرية قبيل انتخابات بلدية مرسيليا.

في السياق ذاته، طالب خالد درارني، ممثل “مراسلون بلا حدود” في شمال أفريقيا، بالإفراج عن الصحافي الفرنسي كريستوف غليز، المحكوم بالسجن 7 سنوات في الجزائر بتهم تتعلق بممارسته العمل الصحافي دون تصريح، ولقائه شخصية مصنفة إرهابية. وأشار درارني إلى أن غليز كان يحقق في وفاة غامضة للاعب كاميروني عام 2014، معرباً عن أمله في أن تتجه السلطات الجزائرية نحو إلغاء الحكم.

تعكس هذه القضية تداخلاً حساساً بين السياسة والإعلام والتاريخ المشترك، وسط سعي عدد من الأطراف في فرنسا والجزائر لاستكشاف سبل جديدة للتفاهم بعد سنوات من الشد والجذب في العلاقات الثنائية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق