باحث في شؤون الإرهاب:داعش قد يتحرّك في اتجاهات جديدة

القاهرة- مصر –زهور المشرقي

مخطئ من يظن أن الأفكار تموت كالكائن البشري، إنها تنتقل عبر الأجيال بجمالها وبشاعتها، وفي الجيل الواحد هناك مَن يقوم بعملية تسليم الآراء والمعتقدات، إرهابية كانت أم معتدلة .
ومن سوء الحظ أن المنطقة العربية شهدت منذ ثلاثينات القرن العشرين ميلاد الأفكار المتطرفة وجماعات عديدة ولد أغلبها من رحم “الإخوان المسلمين” كداعش والقاعدة وغيرهما .
ومهما حاولت الحكومات العمل على القضاء على هذه التنظيمات المتشددة إلا أنها سرعان ما تغيب وتعود من جديد بعد فترات كمون أو بيات شتوي، لتضرب من جديد وبأسوإ مشهد مما كان عليه الأمر من قبل.
وفي هذا الإطار، قال أحمد عطا الباحث في ملف الإرهاب الدولي بمنتدى الشرق الأوسط، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز ،اليوم الجمعة 15نوفمبر2019، إن التنظيم يعاد التخطيط له من خلال منهجية جديدة في إطار عمل نقاط ارتكاز مسلحة تتعدد في جغرافية مختلفة وذلك بعد أن أصبحت سوريا والعراق بيئة غير حاضنة له بعد استهداف ومقتل زعيمه أبو بكر البغدادي على يد قوات أمريكية، خاصة أن “دولة الشام والعراق” ظلت ملعبا كبيرا للأجهزة الإستخبارتية.
وذكر الباحث ، أن عناصر تنظيم داعش تحركت جغرافياً بعد مقتل البغدادي نحو ثلاثة مسارات: مسار في شرق أسيا وشرق أووربا وهي العناصر الشيشانية ومجموعة خطاب الشيشاني، ومسار ثانٍ باتجاه شمال إفريقيا وخاصة ليبيا وحدودها الجنوبية، ومسار ثالث نحو غرب أوروبا وهي العناصر التي تعرف بـ” لواء المقاتلين الأجانب” بقيادة المغربي عبد الله حميش الذي خلف صلاح عبدالسلام أمين عام التنظيمات المسلحة في أوروبا والذي تم القبض عليه علي خلفية مسرح بتكلان في باريس عام 2015.
وأضاف أحمد عطا: ” لابد من أن نتوقف أمام لواء المقاتلين الأجانب الذي يضم العناصر التي تحاول تركيا أن تستخدمهم لمساومة إيطاليا وفرنسا لمصالح تتعلق بالتواجد التركي في الشأن الليبي ..فتركيا تريد أن ترفع إيطاليا وفرنسا دعمهما للمشير خليفة حفتر نظراً لأنها تصارع من أجل النفط الليبي ويهمها دعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج “، وفق تعبيره .
وأكد الباحث في ملف الإرهاب أن التنظيم نقل مركزيته من ريف أدلب في غرب سوريا إلى إحدى الدول الإفريقية بعد مقتل أبو بكر البغدادي، والقصد بمركزية التنظيم هو مقر زعيم تنظيم داعش الجديد.